اتصل بنا البحث up a3ln usercp home
 


العودة   ::. مـنتدى قبيلـة العجمـان .:: > المنتديات الـخاصـة > :: الـمنتدى السياســي ::

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-10-2007, 10:03 AM
علي العجمي علي العجمي غير متواجد حالياً
 عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: الجبيل الصناعية JUBAIL INDUSTERIAL CITY
المشاركات: 540
Post هل تعلم ان الملك سعود رحمه الله هو اول من فكر في ربط المملكة بالبحرين بحسر ؟

http://www.up.00op.com/data/visitors..._316853094.jpg

اليوم السعودي


أكد في حديث تنشره اليوم بالتزامن مع «الوطن البحرينية» أن الملك سعود أول من فكر في إنشاء جسر يربطنا بالبحرين

القصيبي يحذر : فواجع سياسية قادمة على الخليج سببها الاختلال السكاني وإدمان العمالة

المجتمع السعودي محافظ جداً لا يتقبل التغييرات الاجتماعية إلا ببطء وحذر شديدين وبجرعات

حاورته: أمل المرزوق



هـو رجـل لا يحـتاج اسمـه إلـى مـقدمات أو عـناوين، بل انها – المقدمات والعناوين – تحتاج إلى اسمه. يمكن وصفه بأنه شخصية جامعة شاملة. لا يختلف اثنان على قدرته المميزة في الإدارة، وحنكته المختلفة في السياسة، وعطائه اللامحدود في الأدب. فهو الوزير والإداري، وهو الروائي و الشاعر، هو مجموعة رجال في رجل واحد. حينما وقفت أمامه لمحت تقاسيم العطاء في وجهه، له ابتسامة دافئة تشعر محدثه بالأمان والتفاؤل. وله نظرة حنون كفيلة بإزاحة أي رهبة أو توتر قد يصاحبان لقاء شخصية مثله. تلقائي في حديثه، وسلس في التعامل والتواصل. لا يشبه كثيرا ممن هم في مكانته.هنا وعلى صفحة من البياض عاد القصيبي إلى الماضي ليتحدث حول الاضطراب الذي ساد العلاقة بين عائلته والحكومة البريطانية، وليتطرق أيضاً بكل شفافية حول حصاده الذي حصل عليه بعد العمل الوزاري الطويل. وهنا أنكر القصيبي على أبناء الشعوب الخليجية إدمان العمالة الأجنبية، كما حذر من نشوء فواجع سياسية بسببه. رجل يتحدث بصوته الهادئ وكأنه يعرف محدثه منذ سنين، أحببت فيه روح الدعابة التي قلما توجد في رجال ٍ يوصفون بأنهم (رجال دولة). هو رجل لم تفلح السياسة والإدارة في إبعاده عن العمل الأدبي الدؤوب، فهاهو يأسى على حال القراءة في أمة تجاوز عددها 300 مليون. رجل لايمكن اختزال سيرته الذاتية في بضع سطور أو كلمات، فهو كما قلت لا يحتاج اسمه إلى مقدمات أو عناوين، إذ يكفي القول بأنه (غازي القصيبي):
وتاليا نص الحوار الذي تنشره «اليوم» بالتزامن مع الوطن البحرينية :
• للقصابا تاريخ طويل في البحرين، بدءاً من تجارتهم الخاصة وحتى إدارتهم لأعمال الملك عبدالعزيز فيها، فهل يمكن القول بأنهم كانوا يمثلون النفوذ النجدي في البحرين؟
علاقة متوترة
- لم تكن الأسرة تمثل «نفوذاً» من أي نوع، بل كانت تمثل ملكاً ودولة. بدأ هذا التمثيل عندما كان الملك عبدالعزيز – رحمه الله – سلطاناً لنجد وملحقاتها، واستمر بعد نشوء المملكة العربية السعودية، ولم ينته إلا مع استقلال البحرين وتبادل التمثيل الدبلوماسي المعتاد. حقيقة الأمر أن سيدي الوالد استمر بعد التمثيل الدبلوماسي وإلى وفاته –رحمه الله-، «الوكيل التجاري» لحكومة المملكة العربية السعودية، وكان هذا المنصب الفخري تكريماً رمزياً للأسرة من جانب الحكومتين معاً.
• ذكرت المذكرات البريطانية وجود علاقة وطيدة بين القصابا والحكومة البريطانية في البحرين، ألم يحفزك تاريخ عائلتك الغني لكتابة رواية تؤرخ كل الأحادث الماضية؟
- في الواقع تشير الوثائق البريطانية إلى علاقة مضطربة، أقرب إلى التوتر منها إلى الود، بين ممثلي الحكومة البريطانية في البحرين والأسرة. وفي كتاب مايكل فيلد عن «العائلات التجارية في الخليج» سرد مفصل لهذه العلاقة المضطربة. أتصور أن المسألة كانت مرتبطة بالعلاقة بين الحكومة السعودية والحكومة البريطانية، تسوء العلاقة مع الأسرة كلما ساءت العلاقة مع الحكومة السعودية، والعكس بالعكس. أما فيما يتعلق بالرواية فلا أخفيك أنني فكرت في هذا المشروع طويلاً، ثم وجدت نفسي غير قادر على تنفيذه. هناك سببان: الأول أن وثائق الأسرة ومراسلاتها كانت تملأ عدة غرف، تبعثرت مع الزمن وفقدت حتى لم يعد هناك شيء يمكن الاعتماد عليه. والثاني ولعله الأهم، أنه يصعب إن لم يستحل على المرء أن يكتب تاريخ أسرته، تاريخ أبيه وأعمامه، دون أن يدخل الهوى على الخط ويفسد كل شيء.
• حسناً، سأنتقل للحديث عن أوائل دور السينما في البحرين، تلك التي أنشأتها عائلة القصيبي .. غازي كيف لك أن تفسر التراكيب المتناقضة في إنشاء العائلة لتلك السينما منذ سنين طويلة في البحرين وعدم وجود سينما واحدة في المملكة العربية السعودية حتى اليوم؟
- التفسير سهل واضح. البحرين سبقت المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج، في سرعة التغيير الاجتماعي. في البحرين قامت أول مدرسة للبنات، وفيها قامت النوادي الأولى في الخليج، وكانت البحرين أول دولة خليجية تسمح بقيادة المرأة للسيارة، بالإضافة إلى أوليات كثيرة معروفة. المجتمع السعودي بطبيعته ولأسباب كثيرة مجتمع محافظ جداً، لا يتقبل التغييرات الاجتماعية إلا ببطء وحذر شديدين. وبجرعات صغيرة.

طفولة بحرينية
• طفل سعودي نشأ في البحرين .. ترى كيف أثرت تنشئتك البحرينية في خلق شخصيتك المتحررة مقارنة بشاب سعودي؟
- مجتمع البحرين كمعظم المجتمعات التجارية المطلة على البحر، كان دوماً منفتحاً مع مختلف التوجهات والفئات والأفكار، متسامحاً معها، ولايوجد لدي شك أني تشربت شيئاً من قيم هذا المجتمع المتسامح. نشأت بحمد لله وأنا مصاب بعمى الألوان فيما يتعلق بالطائفية بشتى أنواعها، والتعصب بمختلف ضروبه. إلا أنني لا يجب أن أغفل هنا دور سيدي الوالد – رحمه الله -. فقد كان رجلاً عصرياً بل سبق تفكير معاصريه بأجيال، وقد تعلمت منه دروساً نادرة في التسامح: أن تؤمن بما تعتقده إلى أبعد مدى، وأن تتسامح مع الذين يختلفون معك إلى أبعد حد.
• جئت إلى البحرين طفلا ً وعدت إليها فيما بعد سفيراً .. كيف رأيت البحرين بعد كل تلك السنين؟
- أرجو أن تسمحي لي هنا باقتباس الجواب من قصيدتي «العودة إلى الأماكن القديمة»:
عدت بحرين .. لا الفؤاد فؤاد
مثل أمس ٍ .. ولا الحنين حنين
ملء روحي الظما .. فأين عذاري؟
وبقلبي الهوى .. فأين الجفون؟
ما تغيرت ِ .. أنت ليلى التي أعشق
لكن تغير المجنون
أتذكرت ِ يا حبيبة وجهي
أم ترى نكرته هذه الغضون؟
• تربطك مع العائلة الحاكمة في البحرين علاقة حميمة، فهل لك أن تحدثنا عنها؟
- الحديث يطول، وخير المودة ما تلقيناه من الآباء وسلمناه للأبناء والأحفاد. أكتفي بالقول أني لقيت من عظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة – رحمه الله – ومن بعده سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة – رحمه الله -، ومن بعده صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وسمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، وسمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة من أنواع التكريم والتقدير والمودة، مايجعلني عاجزاً عن إيفائها حقها من الشكر والعرفان. أسكن الله الراحلين فسيح جناته، وشد أزر من خلفهم بعونه وتوفيقه.

نهاية صدام حسين
• سنحلق من البحرين نحو العراق قليلاً يا سيدي «جئت بذكر صدام حسين في أكثر من إصدار لك، على سبيل المثال: شقة الحرية، سيرتك الشعرية، وحياة في الإدارة» فما طبيعة العلاقة التي جمعتك بحسين؟
- لم أر صدام حسين سوى بضع مرات خلال مؤتمرات قمة، ولم ألقه لقاءً ثنائياً سوى مرة واحدة. من الناحية الشخصية إذن لا توجد علاقة من أي نوع (ولاتصدقي كل ما تقرأينه في «شقة الحرية»!). إلا أن صدام حسين يشغلني كـ (ظاهرة) .. ظاهرة الديكتاتور الذي يستعبد شعباً كاملاً ويقوده إلى الدمار، ويجد مع ذلك من يصفق له ويشيد به. إلى هذه الظاهرة تطرقت في «العصفورية» عبر شخصية برهان سرور، وناقشتها بتفصيل أكبر عبر شخصية «همام أبو سنتين» في رواية سعادة السفير. إن النقاش حول ظاهرة الديكتاتور يجب ألا يتوقف بموت الديكتاتور. يجب أن نفهم طبيعة الوحش حتى لا يمتلئ مستقبلنا بالوحوش.
• إذن كيف تنظر إلى مقتله على يد القوات الأمريكية في العراق؟
- لم يكن لدي أدنى شك أن صدام حسين سينتهي نهاية بشعة كنهاية ضحاياه، ولكنني كنت ككل العرب، أتمنى أن يكون حسابه على يد شعبه لا على يد قوات أجنبية محتلة. لا يمكن إنقاذ الإنسان من حماقته، وجنون العظمة الذي ابتلي به صدام حسين تحول في سنواته الأخيرة إلى جنون حقيقي أدى إلى سلسلة من المآسي، انتهت بنهايته الوحشية. كان وحده المسؤول عن مصرعه على هذا النحو.
ادمان العمالة
• سأعود إلى الخليج من جديد وأتحدث عن العمل الوزاري. من المعروف بأن وزارة العمل هي من أصعب الوزارات عبئاً، فهل ترى بأنك مازلت قادراً على التحديث والتجديد في كل عمل ٍ وزاري تمسكه؟
- القضية ليست «أنا» أو «قدرتي» على التجديد أو «نجاحي» في وزارة العمل أو «فشلي». القضية في الخليج كله، قضية مجتمع أدمن العمالة المستقدمة رخيصة التكلفة، و استشرى الإدمان حتى أصبح يهدد مستقبل المدمن. لا يعلم إلا الله وحده الفواجع السياسية التي تكمن وراء الاختلال السكاني الهائل في المنطقة، ولا متى تتفجر. وبالإضافة إلى هذا، أدى الإدمان إلى ظهور البطالة بين المواطنين، وإلى خلخلة الروابط بين الأطفال وأسرهم، وإلى تهميش قيم العمل عند النشء، وإلى جرائم جديدة، خطيرة لم نعرفها من قبل. أن أفشل أو أنجح هذه قضية صغيرة جداً، أن ينجح المجتمع الخليجي في معالجة الإدمان أو يفشل، هذه قضية خطيرة جداً، بل هي واحدة من أخطر قضايانا على الإطلاق.

تضييق الاستقدام
• ولكن ماتقوم به وحدك حاليا ً من إصلاح لسوق العمل السعودي، تقوم به هيئة تنظيم سوق العمل في البحرين كذلك. فما استراتيجياتك المستقبلية لتحسين الأوضاع في سوق العمل السعودي؟ وكيف ترى تقبل الرأي العام لمواضيع السعودة والبحرنة على حد سواء؟
- لا أقوم وحدي بشيء، هناك جهاز الوزارة وأجهزة المؤسسات المرتبطة بها كالتعليم الفني والتأمينات الاجتماعية وتطوير الموارد البشرية. والاستراتيجية المطلوبة لإصلاح سوق العمل السعودي ليست لغزاً ولا طلسماً. الجميع يعرفونها حق المعرفة ولكن المشكلة في التنفيذ. الاستراتيجية تتطلب تضييق الاستقدام بحيث لا يجيء وافد واحد وفي البلاد مواطن يستطيع القيام بعمله، والتوسع في التدريب بحيث لا يبقى مواطن واحد بدون تدريب أو تأهيل، والتوسع في الإحلال بحيث لا تبقى وظيفة واحدة يشغلها وافد وفي الإمكان شغلها بمواطن. إلا أن هذه الاستراتيجية الواضحة تصطدم بكثير من الصخور والأشواك على أرض الواقع.
- هناك كثير من رجال الأعمال تعودوا على العمالة الوافدة رخيصة التكلفة، ولا يريدون توظيف مواطن أكثر كلفة (إلا مرغمين!) وهناك كثير من الشباب الذين يحملون أوراقا ً لا قيمة لها في سوق العمل كالإعدادية أو الثانوية، ويحلمون بوظائف مجزية دون عناء التدريب. وهناك شريحة تتاجر في التأشيرات ولا تعبأ بالعواقب. في ظل هذه الظروف، تصبح السعودة أو البحرنة شعاراً مقبولاً نظرياً ولكن يصبح مرفوضاً بمجرد أن يصطدم بجيب من الجيوب. كان الله في عون وزراء العمل في الخليج، وربما في كل مكان، فهم يواجهون «لوبيات» شرسة كثيرة العدد والعدة.
• إذاً، ألا تمشي أوضاع المواطنين حالياً؟ أقصد «يوم كنت عميداً لكلية التجارة استخدمت كلمة (مشي) لتمشي أوضاع الطلبة في الكلية بمساعدة الدكتور منصور التركي وكيل الكلية، فهل تستخدمها الآن لتمشي أوضاع المراجعين في الوزارة ؟».
- العاملون معي في المكتب يستطيعون أن يشهدوا أنني لا أنام وعلى مكتبي ورقة واحدة تحتاج إلى قرار مني. مازلت حريصاً كل الحرص على «تمشية» أمور المراجعين ما لم يجعل المراجعون أنفسهم هذه «التمشية» مستحيلة، كصاحب البوفيه الصغير الذي يطلب ثلاثين عاملاً أو صاحب البيت الذي يريد جيشاً صغيراً من العمالة المنزلية، أو رجل الأعمال الذي يتحايل على السعودة.

انا واياد مدني
• غازي القصيبي وإياد مدني، يقال بأنك وإياه تمثلان القطب الليبرالي التنويري في الحكومة السعودية. فما مدى صحة هذه المقولة؟
- الليبرالية شأنها شأن كل المصطلحات التي نشأت في بيئة غربية ثم اقتلعت من جذورها واستوردت بلا فهم، تعبير غائم يفهم منه من يشاء ما يشاء. وبالإضافة إلى الغموض، أصبح المصطلح هذه الأيام مجرد شعار يقصد به المدح أو القدح. لا أريد أن أنضم إلى المادحين أو القادحين، ويكفي أن أقول أننا الزميل الأستاذ إياد مدني وأنا، نعتنق التوجهات والطروحات التي تعتنقها شريحة كبرى من المواطنين في المواقع الحكومية أو خارجها (دون أن ندعي أي قدر من «القطبية» أو «التنوير»).
• غازي بين وزارات الصناعة والصحة والكهرباء والماء والآن العمل، فما الذي أخذه منك العمل الوزاري وما الذي أعطاك إياه؟

الوزراء ليسو ا فقراء
- أعطاني العمل الوزاري الشهرة والمجد (بناء على تعريفه الشائع على أية حال). والأمان المادي (ولاتصدقي دعوى بعض الوزراء أنهم فقراء!)؟ وفرصة التعرف على شخصيات قيادية في كل مكان. والأهم من هذا كله أعطاني الفرصة لخدمة الوطن والمواطنين، كما لا تتاح هذه الفرصة إلا للقلائل. من ناحية أخرى، أخذ مني العمل الوزاري أغلى سنوات العمر، وراحة البال والنوم العميق، وأوقاتاً كنت أفضل أن أقضيها مع أسرتي، على أن هذا قد لايهم كثيراً. السؤال الذي يهم هو: هل استفاد الوطن والمواطنون من عملي الوزاري؟
من الحكمة أن نترك الإجابة لعمنا التاريخ!.
• أستطيع القول بأن القصيبي رجل مهتم بالتنمية جداً، ترى كيف تقيم المحاولات التنموية الحالية في الخليج العربي؟
- أنظر إليها بشيء من التفاؤل وكثير من الحذر. ينبع التفاؤل مما أراه من اهتمام بتطوير الموارد البشرية على كل المستويات: التعليم العام والعالي والتدريب، وأتمنى أن يواكب التوسع الكلي تحسن نوعي. إن التعليم كما أثبتت التجارب في كل مكان هو طريقنا الوحيد إلى التنمية الحقيقية. وهناك قدر من التوجس: أنا أرقب المشاريع العقارية الفاخرة التي تنتشر كالبثور في كل مكان بكثير من الخوف. مثل هذه المشاريع لا تحمل تنمية حقيقية ولا تتجاوز منفعتها جيوب المستثمرين الذين بنوها. كما أنني أرقب بقدر أكبر من الحذر تقلص الطبقة الوسطى في الخليج. إذا كان التعليم هو مفتاح التنمية فالطبقة الوسطى هي مفتاح الأمان والاستقرار.
• حسناً يا سيدي.. سأنتقل من الإدارة نحو الأدب. قلت «كثيراً ما أكتفي بقراءة ثلاثة أبيات أو أربعة من ديوان ما قبل أن ألقي به إلى سلة المهملات أو إلى ركن يملؤه الغبار من المكتبة» .. ترى مانصيب دواوين الشعر الفصيح وتلك الشعبية أو النبطية من سلة مهملات القصيبي؟
- الشعر الجيد بطبيعته نادر في كل زمان ومكان، وهذه الحقبة لا تختلف عما سبقها أو سيلحقها من حقب في هذا المجال. ويزيد الطين بلة في أيامنا هذه أن عدداً من دور النشر يستلم أتعاباً من الشاعر مقابل نشر ما ينظمه. في هذه الظروف تمتلئ سلة المهملات بالكثير من الغثاء الذي يسميه أصحابه ظلماً وعدوانا شعراً فصحياً أو شعراً نبطياً.

شعر لا يستحق القراءة
• ولماذا برأيك .. أصبح الشعر المعاصر لا يستحق القراءة؟
- هذا تعميم مطلق، والتعميمات المطلقة مضللة. أفضل أن أقول إن كثيراً من الشعر الذي ينشر هذه الأيام لا يستحق القراءة. هناك سببان رئيسيان، السبب الأول أن العرب لا يكادون يقرأون شيئاً من نثر أو شعر. والكتاب الذي يبيع أكثر من ألف نسخة في أمة من 300 مليون! يعتبر من الكتب الرائجة. لا حاجة بنا لمقارنة هذا بما يحدث في الدول المتقدمة فالمقارنة توجع القلب. والسبب الثاني هو ان الناس ينزعون إلى قراءة ما يفهمون وكثير من الشعر الذي يطبع هذه الأيام لا يفهمه أحد، حتى أنا!
• ماذا عن غازي والنصوص المغناة؟ .. تغنى الفنان أحمد الجميري بقصيدتك (وضرب من العشق) التي ألقيتها في افتتاح جسر الملك فهد فخلدت حتى اليوم. وها هو الفنان خالد الشيخ يغني لك إحدى أقرب القصائد إلى قلبك (يارا والشعرات البيض). ترى لماذا لم تتوجه للنصوص الغنائية أسوة بكثير من الشعراء؟
- الشعراء الذين تشيرين إليهم شعراء غنائيون، بمعنى أنهم يكتبون قصائدهم لكي تغنى، أما أنا فشاعر فحسب. والذين يريدون اختيار نص من نصوصي للغناء أمامهم دواويني وعليهم هم أن يتوجهوا إليها.
• لك تجربة في طباعة ديوان باللغة الإنجليزية، وأخرى في طباعة كتابك حياة في الإدارة. سؤالي: إلى أي مدى ترى تواصل القارئ الأجنبي مع الكاتب العربي؟ وآخر : ألا ترى بأن النص المترجم يحتوي على المعنى ويفتقد إلى الشعور الحقيقي في النص الأصلي؟
- بالإضافة إلى «حياة في الإدارة» و ديوان «من الشرق والصحراء» نشرت باللغة الإنجليزية «شقة الحرية» و «سبعة» و «حكاية حب» وديوان «واللون عن الأوراد». وقد لقيت هذه الأعمال رواجاً لا بأس به، وقدراً من العناية النقدية.
- وأعتقد أن القارئ الغربي مستعد لقراءة الكتب المترجمة عن اللغة العربية إذا أحسن اختيارها وأحسنت ترجمتها وأحسن التسويق لها. فيما يتعلق بالترجمة والنص الأصلي يجب التفرقة بين النثر والشعر. النثر من حيث المبدأ قابل للترجمة بلا صعوبة تذكر. أما الشعر ففي ترجمته بعض الصعوبات إذ أن الموسيقى لايمكن أن تترجم وبعض التعابير تفقد كل معناها إذا ترجمت. وكلما زاد التصاق الشعر بتربته الأصيلة زادت صعوبة الترجمة. ومع هذا فما لا يدرك كله لا يترك جله، وترجمة متوسطة الجودة خير من لا ترجمة.
بنات الرياض
• ماذا عن بنات الرياض؟ قدمت غلافها بعبارة (هذا عمل يستحق القراءة). فما مدى اقتناعك من هذا العمل؟ ولماذا أطلقت عليه صفة عمل بدلاً من (رواية) تستحق القراءة؟
- في التقديم نفسه قلت «في عملها الروائي الأول». ولم أكتب شيئاً عن انتاج الآخرين إلا وأنا مقتنع به وأعنيه. وبنات الرياض رواية جيدة بكل المقاييس وهذا ليس رأيي فحسب، بل رأي عدد من النقاد البارزين ورأي عشرات الآلاف من القراء الذين يقرؤون الرواية بالعربية والألمانية والفرنسية والإنجليزية.

• عبارة (الحب يمرض ويموت ويولد بعد موته حب آخر) التي ذكرتها في سيرتك الشعرية .. إلى أي مدى طبقت في حياتك العاطفية؟
- أعتقد أن هذه العبارة تنطبق علي، كما تنطبق على القارئ، كما تنطبق على كل الناس. وهي لا تنفي وجود حب كبير يدوم مادامت الحياة.
• غازي، فقدت الكثير أثناء حياتك وأعطيت أكثر في المقابل، فهل يمكننا القول بأن الفقدان الداخلي هو المسبب الرئيسي للعطاء الخارجي لدى القصيبي؟
- الإجابة عن هذا السؤال تتطلب تحليلاً نفسياً شاملاً يستغرق عدة سنوات، ولا يوجد لدي الوقت ولا الرغبة للخضوع لتحليل كهذا.
• يقال إنه لا ترمى إلا الشجرة المثمرة، والقصيبي شجرة مليئة بالعطاء. فكيف رميت يا ترى؟
- بسبب بعض المواقف التي اتخذتها وجهت إلى إساءات كثيرة وبعضها يعف اللسان عن تكراره، ومعظمها ينم عن نفسية مريضة تستحق الشفقة، وقد ضربت صفحاً عنها قائلاً: «اللهم اجعلني خيراً مما يظنون. واغفر لي ما لا يعلمون. ولا تؤاخذهم بما يقولون».
• غازي، عاصرت بداية تأسيس أسرة الأدباء والكتاب في مملكة البحرين، إلا أن علاقتك بها لم تكن وطيدة. فما السبب يا ترى؟
- «سقى الله أيام الصبا ما يسرها!» كما قال عمنا المتنبي، لم تكن هناك أي خلافات شخصية بين مؤسسي الأسرة وبيني. سبب الخلاف كان يكمن في كلمة واحدة «الالتزام»!. كان شعراء الأسرة وكتابها يؤمنون بعبارة جعلوها شعاراً لهم وهي «الكلمة من أجل الإنسان»- والمقصود أن الأدب الحقيقي لابد أن يكرس لخدمة قضايا الإنسان الكبرى- أي أن يكون وسيلة من وسائل الصراع السياسي والاجتماعي والاقتصادي. من جانبي، كنت أرى أن الأدب يحقق ذاته وأهدافه بمجرد كونه أدباً، أي تعبيراً فنياً من النفس البشرية وتجاربها، . مع مرور الزمن تغير كثير من الأشياء وتغير كثير من المفاهيم. أحسب أن معظم الزملاء في الأسرة يؤمنون اليوم بشيء شبيه بما كنت أؤمن به أيامها. ومن ناحية أخرى، أصبح موقفي من الالتزام أقل حدة. لا أعتقد أنه كان بوسعي في تلك الأيام أن أكتب عملاً شعرياً عن عمر بن عبدالعزيز، كما فعلت منذ سنوات ٍ قليلة عندما كتبت مطولة «الأشج».

الجسر انجاز وحدوي
• حسنٌ.. لو انتقلنا من الأسرة نحو جسر الملك فهد، نجدك مشاركاً فعالاً في اللجنة التي وضعت لإنشائه ، وحتى افتتاحه الذي شاركت فيه بقصيدتك المشهورة (درب من العشق..لا درب من الحجر .. هـذا الذي طـار بالواحـات للجزر). فما الذي تحمله ذاكرة القصيبي عن ذلك الجسر ياترى؟
- لابد أن نذكر هنا للتاريخ، أن جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز – رحمه الله – كان أول إنسان تحدث عن جسر بين البلدين. وقد كان ذلك خلال زيارة رسمية للبحرين سنة 1954م. كتب المعتمد البريطاني وقتها تقريباً لحكومته عن الجسر الذي تكلم عنه الملك سعود، وأعرب عن اعتقاده (المعتمد لا الملك) أنه لا توجد تقنية تستطيع تنفيذه.
- لم تكن الظروف وقتها تسمح باتخاذ خطوات تحضيرية للمشروع الذي بقي عبر سنين طويلة فكرة تطرح ولايتخذ بشأنها شيء. دخلت الفكرة حيز التنفيذ حين تبناها الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – وكان وقتها ولياً للعهد، في أواخر السبعينات الميلادية. وأمر بالشروع في تنفيذه، بعد سنوات قلائل كان الجسر حقيقة ماثلة أمام العيون.
- كنت ولا أزال، أعتقد أن هذا الجسر هو أعظم إنجاز خليجي وحدوي تحقق حتى الآن. وكنت ولا أزال أؤمن أن تيسير المواصلات والاتصالات، بمختلف أنواعها يخدم قضية الوحدة. سواء كانت خليجية أو عربية أو إسلامية، أكثر مما تخدمها أي معاهدة أو بلاغ أو مؤتمر قمة بألف مرة.
• ماذا عن دنسكو؟ هل كانت نصاً أدبياً جاء كردة فعل بعد خسارتك لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو؟
- جزئياً. التصاقي بما يدور في المنظمة خلال تلك الفترة كشف أمام عيني مظاهر فساد مرعبة داخلها، لا يتصور الإنسان وجودها في منظمة عالمية تعنى بالصيانة فضلاً عن منظمة تعنى بالثقافة والعلوم. وهذا هو الدافع لكتابة (دنسكو). هذه الرواية لا تصور وضعاً قائماً ولكنها تقدم «تقليداً ساخراً» PARODY لما يدور في المنظمة. وفي هذا النوع من الكتابة يجوز للمؤلف ما لا يجوز لغيره، خاصة إذا كان المؤلف لم يعف نفسه من السخرية.
• ولكن كثيرا من النقاد لم يعجبوا بها وقالوا إنها تختلف عن غازي القصيبي، فما رأيك في ذلك؟
- تختلف الآراء حول كل عمل أصدره أو يصدره غيري، بين معجب وساخط. ودنسكور لا تختلف في هذا المجال عن غيرها من أعمالي. وقد تعودت أن أقبل الهجاء كما أقبل المديح بصدر واسع، وعلى الذي لا يطيق الحرارة أن يغادر المطبخ!
• قرأت كذلك في مجلة المجلة حول موقف الدول العربية المتباين من ترشيحك لمنصب المدير العام لليونسكو، لماذا برأيك لا تثق الدول العربية ببعضها حتى الآن؟
- تجدين الإجابة الوافية في هذين البيتين النادرين لعمنا المتنبي (وكان بالمناسبة من أعظم الخبراء في النفس العربية):
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
وصدق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه بقول عداته
وأصبح في ليل ٍ من الشك مظلم
• ولكن يتردد أن رجلين عربيين سيعيدان التجربة مع اليونسكو، وهما وزير الإعلام السعودي السابق الشيخ جميل الحجيلان، ووزير الثقافة المصري فاروق حسني. فما الذي تقوله لهما وهما يخوضان هذه التجربة؟
- الأستاذ جميل الحجيلان ليس مرشحاً للمنصب، وهناك بالإضافة إلى الأستاذ فاروق حسني مرشحة مغربية هي مندوبة المغرب الدائمة في اليونسكو، والحبل على الجرار كما يقول الأشقاء اللبنانيون. في محاضرة ألقيتها بجامعة البحرين في أعقاب الانتخابات حللت أسباب الهزيمة وذكرت بوضوح أن وجود أكثر من مرشح عربي كان من أسبابها. (هذه المحاضرة موجودة في كتابي «العولمة والهوية الوطنية» باسم تجربة اليونسكو ودروس الفشل). لم يتعلم العرب شيئاً من تجاربهم السابقة وأخشى ما أخشاه أنهم لن يتعلموا الدروس هذه المرة.
شقة الحرية
• ومن دنسكو نحو شقة الحرية، تلك الشقة التي لاتزال تنبض بالحرية بعد كل تلك السنوات، والتي لايزال الناس يقبلون على قراءتها مراراً. ما السر فيها ياترى؟
- أتصور ولا أعلم، أن السبب يعود إلى المرحلة التي تتحدث عنها الرواية: الخمسينات ومطلع الستينات الميلادية من القرن المنصرم. كانت تلك الفترة من التاريخ العربي مفصلية بكل المعايير. كانت القومية العربية في أوج صعودها، وكان هناك قائد جماهيري بكارزمة غير محدودة، وكانت روح التمرد في كل مكان، وكنا أبناء تلك المرحلة نتوقع، نتوقع حقاً! أن تشرق علينا الدولة العربية الواحدة في أي لحظة. من المنطقي أن يود الإنسان العربي العودة إلى تلك الأيام، ولو كانت عودة رمزية عن طريق الكتب والمسلسلات.
• غازي، سألت كثيراً ونفيت بأشكال متعددة حول ما إذا كانت هذه الرواية تروي حكايتك في مصر؟ وأسألك بدوري، أي الشباب السبعة كنت؟
- السؤال لا يتغير، والجواب لايتغير: في «شقة الحرية» كثير من الواقع وكثير جداً من الخيال. والواقع الذي تتضمنه الرواية ليس وصفاً موضوعياً لما كان، بل خضع لكثير من التبديل والتغيير وخلط الشخصيات وخلط الأوراق. من الواضح أن هناك سمات كثيرة تجمع بين فؤاد الطارف وبيني، ومن الواضح لمن يعرفني جيداً أن نقاط الخلاف تفوق نقاط الشبه. صدقيني أن إشباع حب الفضول لدى بعض القراء لو تحقق، وهو متعذر على أية حال، لما أضاف شيئاً إلى متعة القراءة. بل على العكس، ربما أنقص من هذه المتعة.
• ولكنني أشعر وأنا أقرأ شقة الحرية بأن هناك الكثير مما لم يكتب فيها، فهل ستكتب مابين السطور ذات يوم؟
- شقة الحرية ليست سيرة ذاتية، والذي يبحث فيها عن سيرة ذاتية يرجع بكثير من الخيبة. شقة الحرية عمل روائي فني، له إطاره الروائي الفني المرسوم بعناية. ضمن هذا الإطار، قلت كل ما أريد قوله في السطور ولم أترك شيئاً وراء السطور. إذا كنت تقصدين هل سأكتب ذات يوم سيرة ذاتية كاملة فالجواب هو بالنفي. كتابة هذه السيرة تحتاج إلى شجاعة لا أملكها، وإلى تسامح لا يملكه المجتمع. يبقى أنني تحدثت عن جوانب عديدة من هذه السيرة في كتب عديدة على نحو يجعل القارئ المتابع يعرف عن حياتي أكثر مما يعرفه عن أي كاتب أو شاعر عربي معاصر آخر.
• بما أننا نتحدث عن مؤلفات القصيبي، سأطرح سؤالا يدور في خلدي حول كتب القصيبي، فبرغم أنك تصنف من فئة (النافذين) لدى كثير من الأشخاص، إلا أنك لم تفلح في التملص من مقص الرقيب.
- أحاول دوماً ألا أستخدم نفوذاً في قضية تتعلق بي شخصياً، ومع ذلك لابد أن أقول أن قبضة الرقابة خفت كثيراً في الآونة الأخيرة،
• ألا يسري على القصيبي مايسري على غيره؟ أم أنك تتعمد ألا تتدخل في هذا الشأن ليكون الإقبال على كتبك أكبر.؟
- ما أظرف نظرية «المؤامرة»! يسري علي مايسري على غيري في مجال الرقابة، . لم تصبح الرقابة عديمة الجدوى فحسب، بل أصبحت تهزم هدفها إذ تروج عن طريق المنع للشيء الممنوع.
• سيدي، لديك تجربة في محاكمة الثقافة عبر ديوان (معركة بلا راية) .. ولوكيلة قطاع الثقافة والتراث البحريني الشيخة مي آل خليفة محاكمة مماثلة للثقافة عبر عرض مجنون ليلى للشاعر قاسم حداد والفنان مارسيل خليفة. الذي عرض في مهرجان ربيع الثقافة مطلع العام الجاري.

تقييد الابداع
• ترى إلى أي مدى يقيد المجتمع وعاداته إبداع الفرد؟
- لكل مجتمع خطوطه الحمراء التي لا ينبغي لكاتب أو فنان تجاوزها، وهذه الخطوط يجب أن تكون من صنع اجماع المجتمع. إلا أن المشكلة تبدأ حين ينصب البعض أنفسهم أوصياء على المجتمع ويضعون مايشاؤون من خطوط حمراء. لايمكن للثقافة أن تزدهر في مثل هذه الأجواء.
- • وكيف تعامل القصيبي مع تلك المحاكمة؟
- في كل أزمة تعرضت لها كنت أستعين بالإيمان والصبر، «وأفوض أمري إلى الله إن الله لطيف بالعباد».
- • إذن بماذا تنصح الشيخة مي وهي تخوض هذه المحاكمة من قبل الأعضاء «الإسلاميين» في مجلس النواب؟
- قرأت نص مجنون ليلى عند صدوره وأعجبني، إلا أنني لم أشاهد العمل المسرحي ولم أتابع المعركة التي نشأت بعده، ولا أستطيع التعليق على شيء أجهله. والشيخة مي مثقفة نشطة ذكية، لا تحتاج إلى نصيحة مني أو من غيري.

انتصارات رخيصة
• (الدين)، هناك من يستغله لمحاربة المبدعين، وقد حوربت عبر بوابة الدين من قبل بعض شخصيات المجتمع، ولعل أبرز ما يذكر اختلاف الشيخ سلمان العودة معك.
• ترى إلى أي مدى يرى القصيبي أن المتدينين قادرون على التأثير في جماهيرية المبدع ومتابعيه؟
- أود أن أتحفظ على كلمة «المتدينين» فالتدين الحقيقي لا يعرفه إلا علام الغيوب، وفي يوم الحساب مفاجآت كثيرة وقد يكون ضحية الهجوم أقرب إلى الله سبحانه وتعالى من المهاجم. أفضل تعبير «الحزبيين» الذين يرفعون شعارات اسلامية. وهؤلاء في معظم الحالات تسيرهم اعتبارات السياسة لا مثل الدين العليا. بوسع هؤلاء أن يحققوا انتصارات وقتية رخيصة ولكن على المدى البعيد تبقى الكتب وينسى التاريخ أسماء الذين أحرقوها.
• ماذا عن كتابك «حتى لا تكون فتنة» هل هو رد على من نازعوك فكرياً؟
-كتاب «حتى لا تكون فتنة» مجموعة رسائل تتضمن سجالاً دار بيني وبين بعض الإخوة الدعاة أثناء احتلال الكويت. ويقتضي الإنصاف أن أذكر أن الدكتور سلمان العودة والدكتور عائض القرني وهما من الذين دار معهم السجال، يطرحان الآن طروحات تمتاز بالاعتدال والوسطية. وبرنامج الدكتور سلمان العودة الرمضاني حجر الزاوية نموذج لما ينبغي أن يكون عليه الخطاب الإسلامي المستنير. وفي هذا السياق أحب أن أشيد ببراءة الدكتور العودة من جرائم أسامة بن لادن، وأتمنى أن يحذو حذوه كل الدعاة الذين يقتدي بهم الشباب حتى لا يترك صمتهم مجالاً للتساؤل حول حقيقة موقفهم من ذلك المجرم السفاح.
• عندما نتحدث عن تنشيط الثقافة في العالم العربي، نجد تنشيطاً للشعر الشعبي كذلك. فما رأيك بما يحصل حاليا ً من قنوات وبرامج ومجلات خصصت جميعها للشعر الشعبي ورواده؟
- الأسباب التي أدت إلى صعود الشعر النبطي وانحسار الشعر الفصيح متشعبة وكثيرة، تشمل ضمن ما تشمل الانكفاء الإقليمي وعودة قيم القبيلة على حساب قيم الأمة، والأغاني التي لا تكاد تعترف بالشعر الفصيح. من الطبيعي أن تحاول القنوات الفضائية والمجلات ركوب الموجة السائدة وإعطاء القراء والمشاهدين مايطلبون. ومع ذلك، فلابد من الإشارة للجهود الرائدة لإحياء الشعر الفصيح مثل مسابقة أمير الشعراء في أبوظبي، وجائزة البابطين الشعرية، ومسابقة شاعر العرب في قناة المستقلة، وما قامت به الدكتورة سعاد الصباح من تكريم للشعراء المعاصرين الكبار. هذه جهود مشكورة أتمنى أن تتضاعف وتتضاعف.

الشعر النبطي
• لك تجربة في الشعر النبطي .. لماذا لم تكتمل يا ترى؟
- أنا لا أتذوق الشعر النبطي إلا في قصائد نادرة من شعراء قلائل، ولا أكتبه. والتجربة التي تشيرين إليها في رواية «أبو شلاخ البرمائي» تندرج تحت الشعر «الحلمنتيشي» وقد جاءت للسخرية من الإسفاف الذي ابتلي به جزء كبير من الشعر النبطي ومن المظاهر السيئة كبيعه وشرائه.
• يقال بأن السياسة هي صراع على السلطة، ترى كيف للشاعر الحساس أن يصارع في ساحة السياسة يا سيدي؟
- الوزارة في الخليج منصب إداري وليس سياسياً، وبوسع الوزير الخليجي أن يمارس مهماته بحد أدنى من الصراع.
• أسست جمعية أصدقاء المرضى، إضافة لعضويتك في جمعية الأطفال المعاقين. فإلى أي مدى يستطيع غازي الإنسان التغلب على غازي السياسي المشغول؟
- التزامات المرء الإنسانية وهي في الوقت نفسه واجبات دينية تأتي قبل أي مشاغل إدارية، إلا أن الحديث عنها قد يندرج تحت باب المن والأذى والعياذ بالله.
• غازي بين السفارات والوزارات، أين وجدت ذاتك تحديداً؟
- اسمعي! أنا لا أجد نفسي في وزارة أو سفارة أو إدارة أو هواية أو قصيدة أو رواية. لا أجد نفسي إلا في نفسي بخيرها وشرها وتناقضاتها وعيوبها وليلها ونهارها وربيعها وشتائها.
• مسكت العديد من الحقائب الوزارية في المملكة العربية السعودية، بينما لم تجدد المناصب لعدد من الوزراء في الحكومة السعودية .. ترى ما الخلطة السحرية التي يمتلكها القصيبي ليظل كل هذه الفترة حاملاً الحقيبة الوزارية؟
- قضيت في الوزارة بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية قرابة أربع عشرة سنة، وهي فترة طويلة بالتأكيد، ولكن الأمور نسبية، وهذه الفترة تقل عن الفترة الوزارية لعدد كبير من الزملاء سواء في السعودية أو في الخليج (كان الصديق العزيز يوسف الشيراوي رحمه الله يقول: ما سميت دلمون أرض الخلود إلا لخلود وزرائها!). لا توجد خلطة سحرية ولا خلطة عود ودهن ورد! وإنما يوجد حسن ظن من القيادة السياسية أدعو الله أن يكون في محله.
• منحت ثقة الحكومة السعودية فأدرت العديد من الوزارات .. ترى لماذا لم تكن وزارة الإعلام إحداها؟ هل هناك تخوف من بث أفكارك المتحررة عبر الإعلام السعودي الملتزم؟
- كل ميسر لما خلق له، وأنا لا أصلح لوزارة الإعلام. وليس هناك تخوف فالتلفزيون الرسمي ليس قناة لبث أفكار الوزير الشخصية، أي وزير.

تكرار الاخطاء
• قلت في إحدى المرات «يقال إن الذين لا يتعلمون من التاريخ يحكم عليهم بتكريره». ترى إلى أي مدى ترانا نكرر أخطاءنا السياسية في الوطن العربي؟
- علمنا التاريخ أن الانقلابات العسكرية لا تقود إلا إلى الدمار، فهل تعلمنا؟ وعلمنا التاريخ أن قيام أي دولة بلعب دور يفوق إمكاناتها الحقيقية، حتى لو كانت اليابان أو ألمانيا، يؤدي إلى هزيمتها. فهل تعلمنا؟ وعلمنا التاريخ أن الحكم المستبد لايمكن أن ينتج عدلاً، فهل تعلمنا؟ وعلمنا التاريخ أن التنمية الحقيقية لا تتحقق إلا بإشباع الحاجات الأساسية للإنسان ومكافحة الفقر لا بمشاريع المرمر والمخمل، فهل تعلمنا؟
• منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في السعودية ونحن نلمس مدى التطور والإصلاح القادم في عهده. ولكن هل ترى بأن الديمقراطية يمكن لها أن تسود السعودية؟
- خطوات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الإصلاحية والتطويرية لا تستهدف تطبيق نموذج غربي في المملكة، ولكنها تهدف إلى زيادة المشاركة والمساءلة والشفافية ضمن الإطار الاجتماعي والسياسي القائم. والحديث عن ديموقراطية غربية في المملكة حديث بلا معنى أو مضمون.
• غازي، إلى أي مدى تشجع المرأة للولوج إلى العمل السياسي؟
- يا أختي أمل! أخاف الناس لوصدقتك، وأخاف زوجتي وابنتي وجماهير الناس لو كذبتك، فدعي المعنى في بطن الشاعر.
منقووول للفائدة

__________________

م/ علي بن سالم العجمي
من لا يـعدك شيء عـده ولا شـيء × ومن لا يعدك ربـح عـده خسـاره

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-10-2007, 02:02 AM
دااانة البحرين دااانة البحرين غير متواجد حالياً
 عضو خاص
 
تاريخ التسجيل: May 2007
الدولة: مملكة البحرين
المشاركات: 11,703

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

((علي العجمي))




تسلم اخوي على هالنقل المفيد
والسفير غازي شاعر وسفير وشخصيه جميله تشهد له البحرين وتاريخها
>> حتى اشعاره خذنها بالمدراس


ويعطيك العافيه اخوي ولاهنت يالشيخ

تقبل مروري اختك دااانة البحرين

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-10-2007, 02:45 AM
الفهد454 الفهد454 غير متواجد حالياً
 عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 16

شكرا اختي دانة البحرين على مرورش وترى هل البحرين غاليين عندي

__________________

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22-11-2007, 03:43 AM
عناد العجمى عناد العجمى غير متواجد حالياً
 عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 523

لاهنت على المعلومه القيمه .

وانا والله كن افكر الملك فهد هو صاحب الفكره .

ولاهنت طال عمرك

__________________



يا دار وين مبيحين الحلالى =
=أبكى على العجمان يادار وأبكيش
*********

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28-11-2007, 12:59 AM
شمس الأصيل شمس الأصيل غير متواجد حالياً
 عضو خاص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: I think In K.S.A
المشاركات: 6,129

يعطيك العافيه على المعلومه

وكل الشكر لك

شمس الاصيل

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:00 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.0, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Design And Develop By DevelopWay

تصميم : طريق التطوير
لحلول الإنترنت والتصميم DevelopWay.com