قصه نوار المورقي العتيبي 000والشيخ محمد بن بطي بن منيخر
يقول نوار بن راشد المورقي : بينما نحن في مضارب البادية سنة 1361هـ نازلين في قنيفذة بين (دلقان وحدباء قذلة) وكنت أعمل نائبا لأمير خيل الملك عبدالعزيز يرحمه الله . بخيت أبو رقبة وكنت أمينا للمستودعات ومديرا للمكتب.
وفي ذات يوم كنا في مجلس واحد ونحن من قبائل شتى وكل ولد من بلد ، فإذا صاحب ذلول مقبل علينا حتى إذا كان في مقابل المجلس أناخها معترضة فنظرت إلى وسمها فإذا هو الريشية وسم السفران من العجمان .
فتقدم إلينا وسلم علينا فأجلسناه في صدر المجلس وتأملته فإذا هو رجل وسيم وجسيم عليه المهابة ويعلوه الوقار ويظهر من هيئته أنه من أمراء العشائر , فقابلته بالترحيب فلما جلس ودارت القهوة جعل يتصفح وجوه الجالسين ثم قال هل فيكم من العجمان من أحد أو تعرفون حولكم أحدا منهم .فقلت ما هو لزومك بالعجمان أنا أنوب عنهم والحاجة مقضية إن شاء لله. ضنا مني أنه يريد (راحلة أو زادا أو نحو ذلك ) فقال حاجتي صعبة ولا يقضيها إلا رجل دون رجل ثم قال من أنت ? فرد عليه الحاضرون هذا : نوار بن راشد المورقي قال ونعم وأنا محمد بن بطي بن منيخر العجمي فقلت ونعم. فعرفناه بحسبه ونسبه.
فشرع يذكر حاجته وقال: لي ابن أبو خمس سنوات حججت به لمودته عندي من حنيذ فلما نزلت مع القدية أصابه الجدري فهو الآن جرح من رأسه إلى قدمه فأريد من يقبضه ويمرضه حتى أعود من الحج .
فذكرت قول السموأل بن عاديا حيث يقول :
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه= فـكـل رداء يرتـديـه جـمـيـل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمه =افليس له إلى حسن الثنـاء سبيـل
فقلت أبشر بما يسرك إن شاء الله .
فذهبت إلى بخيت أبو رقبة وأخبرته بأن هذا الرجل عزيز علينا وأريد كسب الأجر والثواب من الله عز وجل فقال لي خذ ما تريد وفعل ما شئت.
فقلت لأبي الولد : اذا أصبحتم مروا علينا بالولد .فذهب من عندنا إلى أهله وهو ناعم البال مرتاح الخاطر ثم إني أخذت أعد ما استطيع من مؤنة وراحلة وخيمة .
وفي الصباح من اليوم التالي جاؤا به يحملونه على نعش وهو كالميت . فاستلمت الولد ثم ودعنا والده وهو يبكي فقلت له : لا تحمل هما للولد يا أبا بطي . ثم إني حملت الولد من ساعتي على راحلة خاصة أعددها له وحملت خيمتي ومتاعي على راحلة أخرى ثم رحلت به إلى أسفل شعيب القويعية بالقرب من بئر تسمى (ريق البنات) فكنت في الليل أحرسه من الذئاب وفي النهار أبعد عنه الذباب وأبسـط له الجناب وفي اليوم الرابع عشر بدأ يتماثل للشفاء ويتكلم فسألته عن اسمه و اسم ذلول والده فقال اسمي : بطي واسم ذلول أبي : ( عطروزة ) ، فقلت هذه القصيدة :
يابطـي كـل يعـد أصلـه بعكـوزه=لين إني أصير روقي وأنت سفرانـي
ديرتك يم أبـرق الضيـان مركـوزة=وانـا مداهيلـي الحـرة ومـرانـي
والله جمعنا كمـا الخاتـم وفـاروزه=في ديـرة مـا بهاعـارف ولادانـي
وأنته محلك صبـي العيـن والفـوزه=وإن طحت أشيلك على كبدي وذرعاني
وأبوك باكريجينـا فـوق عطـروزه=يرخي لها ثومة العرقـوب شفقانـي
الياشفتهـا يابطـي تقـول منحـوزه =من عبلة من ورى سفوة وعردانـي
وهذه القصة والقصيدة رواها صالح المورقي في أحد المنتديات فنقلتها مع بعض التعديل .
التعديل الأخير تم بواسطة جطلي بن فهد ; 06-10-2007 الساعة 03:58 AM
|