اتصل بنا البحث up a3ln usercp home
 


العودة   ::. مـنتدى قبيلـة العجمـان .:: > الـمنتديات الادبيــــــة > :: مـنتدى الـشعر العــام ::

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-05-2010, 02:35 AM
(( الفراء )) (( الفراء )) غير متواجد حالياً
 عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: بحبوحة الادب والمعرفة
المشاركات: 1,059
رثاء الأبناء في الشعر (ملف متكامل )

7
7
7
7
7





ش ذ ر ا ت م ن ق و ل ة


من بطون الكتب ومن النت

سأشير إلى المراجع في الختام



7
7
7
7






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


فهذا ملف متكامل عن رثاء الأبناء في الشعر العربي والنبطي بإذن الله تعالى


أتمنى لكم المتعة والفائدة










الرثاء, من موضوعات الشعر العربي و هو من أبرزها,لأنه أصدقها
,وأكثرها تعبيراً عن المشاعر الإنسانية، لأنه يرتبط بالموت, و بالحزن على من قد ماتوا, وفارقوا الحياة, وبكى عليهم الشعراء بكاءً يصدر عن أصدق المشاعر والعواطف..




تعريف الرثاء في اللغة:ـ
يرتبط المدلول اللغوي لــ(الرثاء)بالميت والبكاء.
وهما في الأصل مصدر للفعل (رثى)
فيقال:"رثيت الميت رثياً ورِثاءً ومرثاةً ومرثية"

"ويدل (رثى)في أصله اللغوي على التوجع والإشفاق"




واخذ مدلول الرثاء يرتبط بالقصيدة الشعرية,
ويقول ابن فارس:
بأن " الراء والثاء والحرف المعتل أُصَيْلٌ على رِقّة وإشفاق. يقال رثَيْتُ لفُلان: رقَقتُ.

ومن الباب قولُهم رَثَى الميِّت بشعرٍ. ومن العرب من يقول: رَثَأْت. وليس بالأصل."



وكذالك الرثاء في اللغة يعني: بكاء الميت وتعدد محاسنه.

يقول ابن منظور:"رَثى فلان فلاناً يَرْثيهِ رَثْياً ومَرْثِيَةً إِذا بكاهُ بعد مَوته.فإِن مدَحَه بعد موته قيل رثَّاهُ يُرَثِّيه تَرْثِيةً. ورَثَيْت الميّتَ رَثْياً ورِثاءً ومَرْثاةً ومَرْثِيةً ورَثَّيْته: مَدَحْته بعد الموت وبَكَيْته. ورثَوْت الميّت أَيضاً إِذا بكَيْته وعدَّدت محاسنه،وكذلك إِذا نظَمْت فيه شعراً "






وعرفه بعضهم بأنه"حسن الثناء على الميت

وقيل في رثى "رثى الميت رثيا و رثاء و رثاية و مرثاة و مرثية بكاه بعد موته و عدد محاسنه ,

و يقال رثاه بقصيدة و رثاه بكلمة ,و له رحمة و رق له؛( رثاه ) مدحه بعد موته( المرثاة ) ما يرثى به الميت من شعر و غيره"







ـ ألوان للرثاء:ـ


"وللرثاء ألوان ثلاثة وهي الندب ,والتأبين, والعزاء.
والذي يخص بحثنا هو الندب.وهو "بكاء الأهل والأقارب حين يعصف بهم الموت



والرثاء
موضوع أدبي يقوم في بنيته الأساس على الحزن على الميت
وهو تعداد مناقب الميت وإظهار التفجع والتلهف عليه واستعظام المصيبة فيه.

وقيل بأنه:ـ بكاء الميت وتعدد محاسنه بالشعر والنثر.






ومن المعروف أن رثاء الأبناء هو اصدق الشعر لأنه يخرج من عاطفة أكيدة حزينة عاطفة أب مكلوم يبكي بأبيات شعره ابنه وفلذة كبده وكذلك من أم مكلومة تقاسي ألم الفقدان



والأبناء هم اقرب الناس إلى الشاعر الأب ,فلذالك يكون الوقّعُ اكبر,والحدث أجلّ ,فيبكي بالدموع الغزار,وينظم فيه الأشعار التي تبث لوعة القلب وحرقته,لان الابن مضغة منه ,وفلذة كبده..


وسوف نعرض قصائد رثاء الأبناء في هذا الفصل مرتبة بحسب العصور التي قيلت فيها,وبالله التوفيق





ـ رثاء الأبناء في العصر الجاهلي..






الرثاء من أقدم الأغراض الشعرية,يقول شوقي ضيف:"لقد عرف العرب الرثاء منذ العصر الجاهلي"
وسوف اعرض بعض النصوص التي قيلت في رثاء الأبناء في العصر الجاهلي,ونبدؤه بأقدمها





1




قصيدة أحيحة بن الجلاح هو أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. ويكنى أحيحة أبا عمرو
من أقدم الشعراء الذين رثو أبنائهم وكان عام 130قبل الهجرة تقريبا,ويقول في قصيدة يرثي ابنه:




أَلاّ إِنَّ عَيني بِالبُكاءِ تُهلِلُ
جُزوعَ صَبورٍ كُل ذَلِكَ تَفعَلُ
فَإِن تَعتَريني بِالنَهارِ كَآبَةٌ
فَلَيلي إِذا أَمسى أَمر وَأَطوَلُ
فَما هَبرَزىٌّ مِن دَنانيرِ أَيلَةٍ
بِأَيدي الوُشاةِ ناصِعٌ يتأَكَّلُ
بِأَحسن مِنهُ يَومَ أُصبِحُ غادياً
وَنَفَّسَني فيه الحِمامُ المُعجلُ













2



ومن بعد احيحة,
يأتي الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة البكري من شعراء العصر الجاهلي من حيث القدم فقد رثى ابنه بجير الذي قتله المهلهل عدى ابن ربيعة وبكاه بقصيده مبكية وكانت في عام 50قبل الهجرة تقريبا ويقول فيها:

كُـلُّ شَـيءٍ مَصـيـرُهُ لِلـزَّوالِ غَيـرَ رَبِّـي وَصالِـحِ الأَعمـالِ
وَتَـرَى النَّـاسَ يَنظُـرونَ جَميعـاً لَيسَ فيهِم لِـذاكَ بَعـضُ احتِيـالِ
قُـل لأُمِّ الأَغَـرِّ تَبكِـي بُجَيـراً حيـلَ بَيـنَ الرِّجـالِ وَالأَمـوالِ
وَلَعَمـري لأَبكِـيَـنَّ بُجَـيـراً مَا أَتَى المَـاءُ مِـن رُؤوسِ الجِبـالِ
لَهفَ نَفسي عَلـى بُجَيـرٍ إِذا مَـا جالَتِ الخَيلُ يَومَ حَـربٍ عُضـالِ
وَتَسَاقَـى الكُمـاةُ سُمّـاً نَفيعـاً وَبَدَا البِيضُ مِـن قِبـابِ الحِجـالِ
وَسَعَت كُلُّ حُـرَّةِ الوَجـهِ تَدعُـو يَـا لِبَكـرٍ غَـرَّاءَ كَالتِّـمـثـالِ
يَا بُجَيرَ الخَيـراتِ لاصلـحَ حَتَّـى نَملأَ البِيـدَ مِـن رُؤوسِ الرِّجـالِ
وَتَقَـرَّ العُيـونُ بَـعـدَ بُكَـاهَـا حِينَ تَسقِي الدِّمَا صُـدُورَ العَوالِـي
أَصبَحَت وائِلٌ تَعِـجُّ مِـنَ الحَـربِ عَـجـيـجَ الجِمـالِ بِالأَثـقَـالِ
لَم أَكُـن مِـن جُناتِهـا عَلِـمَ اللهُ وَإِنِّـي لِحَـرِّهـا اليَـومَ صـالِ
قَد تَجَنَّبـتُ وائِـلاً كَـي يُفيقـوا فَأَبَـت تَغلِـبٌ عَلَـيَّ اعتِـزالِـي
وَأَشـابـوا ذُؤابَـتِـي ببُجَـيـرٍ قَتَـلـوهُ ظُلمـاً بِغَيـرِ قِـتـالِ
قَتَـلـوهُ بِشِسـعِ نَعـلٍ كُلَيـبٍ إِنَّ قَتلَ الكَريـمِ بِالشِّسـعِ غـالِ
يَا بَنِي تَغلِبَ خُـذوا الحِـذرَ إِنَّـا قَد شَرِبنَـا بِكَـأسِ مَـوتٍ زُلالِ
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي لَقِحَت حَربُ وَائِـلٍ عَـن حِيـالِ
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي لَيسَ قَولِـي يـرادُ لَكِـن فعالِـي
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي جَـدَّ نَـوحُ النِّسـاءِ بِالإِعـوالِ
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي لِبَـجَـيـرٍ مُفَـكِّـكِ الأَغـلالِ
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي لِكَـريـمٍ مُـتَـوَّجٍ بِالجَـمـالِ
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي لا نَبيـعُ الرِّجـالَ بَيـعَ النِّعـالِ
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي لِبُجَيـرٍ فـداهُ عَمِّـي وَخَـالِـي
قَـرِّباهَـا لِحَـيِّ تَغلِـبَ شوسـاً لاِعتِنـاقِ الكُمَـاةِ يَـومَ القِتَـالِ
قَـرِّباهَـا وَقَرِّبـا لأمَتِـي دِرعـاً دِلاصـاً تَـرُدُّ حَـدَّ الـنِّـبـالِ
قَـرِّباهَـا بِمُـرهَفـاتٍ حِـدادٍ لِقِـراعِ الأَبطَـالِ يَـومَ النِّـزالِ
رُبَّ جَيشٍ لَقيتُـهُ يَمطُـرُ المَـوتَ عَلـى هَيكَـلٍ خَفيـفِ الجِـلالِ
سَائِلـوا كِنـدَةَ الكِـرامَ وَبَكـراً وَاسأَلوا مَذحِجـاً وَحَـيِّ هِـلالِ
ِذَا أَتَـونـا بِعَسكَـرٍ ذِي زُهـاءٍ مُكفَهِـرِّ الأَذَى شَديـدِ المَصَـالِ
فَـقَـرَينـاهُ حِيـنَ رَامَ قِـرَانـا كُلَّ مَاضِي الذُّبابِ عَضبِ الصِّقَـالِ














3


وهذا زهير بن جذيمة بن رواحه بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن عبس بن ريث بن غطفان في السنة 50 قبل الهجرة
يرثي أبنه شأس الذي قتل بقصيدة مبكية ويقول فيها:

بكيت لشأس حـين خـبـرت أنـه بمــاء غني آخــر الـلـيل يســــــلـب
لقد كان مأتاه الـرداه لـحـتـفـــه وما كان لولا غرة الــــلـيل يغـلـب
فتيل غني ليس شكل كـشـكـلـه كذاك لعمري الحين للـــمرء يجلـب
سأبكي عليه إن بكـيت بـعـبـرة وحق لشأس عبرة حيـــــن تسـكـب
وحزن علـيه مـا حـييت وعـولة على مثل ضوء البدر أو هو أعجب
إذا سيم ضيما كان للضيم منـكـرا وكان لدي الهيجاء يخشى ويرهـب
وإن صوت الداعي إلى الخير مـرة أجاب لما يدعو له حـين يكـــرب
فــفـرج عـنـه ثـــم كـــان ولـــيه فقلبي عليه لو بدا القلب ملـهـب










4



ومن قصائد النساء الجاهليات

نأخذ قصيدة لأم السليك بن سلكه وهي سللكة وهي مملوكة سوداء وعرفت بام السليك بن عمرو بن الحارث وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن زيد مناة بن تميم

ترثي بهذه الأبيات ابنها ,وهي في السنة 17 قبل الهجرة وتقول فيها:

طـاف يبغـي نجـوة من هلاك ، فهلـك
ليت شعـري ضلـه أي شـــئ قـتـلــــك
أمريض لــم تعـــد أم عــدو خـــتلــــك
أم تولـــى بك مـــا غال في الدهر سلك
والـمـنايـا رصّــــدٌ للـــفتى حيث سلك
كــل شــئ قـاتــلة حين تلقـى أجلــــك











5

ونختم العصر الجاهلي بقصيدة لزهير بن ابي سلمى التي رثى
بها ابنه سالم ويقول فيها:







رأت رجلا لاقى من العيش غبطة وأخطأه فيها الأمور العظائم
وشب له فيها بنون وتوبعت سلامة أعوام له وغنائم
فأصبح محبورا ينظر حوله بمغبطة لو أن ذلك دائم
وعندي من الأيام ما ليس عنده فقلت: تعلم أنما أنت حالم
لعلك يوما أن تراعي بفاجع كما راعني يوم النتاءة سالم
يديرونني عن سالم وأديرهم وجلدة بين العين والأنف سالم











والى هنا نكتفي بهذا العرض لقصائد شعر رثاء الأبناء في العصر الجاهلي




برغم كثرتها.ولكني اخترت ما أراه أبرزها,والله ولي التوفيق.
وننتقل بعد العصر الجاهلي

7
7
7
7
7


إلى عصر صدر الاسلام والأموي




7
7
7
7

__________________
7



7



7




إن الذي ملأ اللغات محاسنا // جعل الجمال وسره في الضاد









ســـيرة الفـــــــراء







هل لديك سؤال في الإعراب ( تفضل هنا )









تم الإفتتاح حياكم الله وبياكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-05-2010, 02:44 AM
(( الفراء )) (( الفراء )) غير متواجد حالياً
 عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: بحبوحة الادب والمعرفة
المشاركات: 1,059

7
7
7
7
7
7




رثاء الأبناء في عصر صدر الإسلام, والأموي..









1


ونبتدئ هذا العصر بقصيدة لأبو ذؤيب الهذلي وهو خويلد بن خالد بن محرث بن زبيد بن مخزوم بن الحارث بن تميم بن سعد ابن هذيل

والذي تُعّد مرثيته من أروع ما قيل, في رثاء الأبناء, حيث بكاهم بأبيات مبكية,ولا يتسنى لقارئها إلا أن يشعر بمدى حرارة أشواقه والتياعه, حيث يقول فيها:




أمــن الـمـنـون وريـبـهـا تـتـوجـع والدهر ليس بمعتب مـن يجـــــزع
قالت أمامة ما لجسمك شـــاحبا منـذ ابتذلـت ومثـل مالـك ينفــــــع
أم ما لجنبك لا يلائم مضجعا إلا أقض عليك ذاك المضجع
فأجبتها أن ما لجــسمي أنـه أودى بني من البلاد وودعوا
أودى بني وأعقبوني حسرة بعد الرقاد وعبرة لا تقــــلع
ولقد أرى أن البكاء سفاهة ولسوف يولع بالبكا من يفجع
سبقوا هوى وأعنقوا لهواهم فتخرموا ولكل جنب مصرع
فغبرت بعدهم بعيش ناصب وإخال أني لاحق مستــــــتبع
ولقد حرصـت بـأن أدافـع عنهـم وإذا المـنـيـة أقـبـلـت لا تــدفــع
وإذا المنـيـة أنشـبـت أظـفـارهـا ألفـيـت كـــل تمـيـمـة لا تـنـفـــــع
فالعـيـن بعـدهـم كــأن جفونـهـا كحلت بشوك فهـي عـور تــــدمـع
وتـجـلـدي للشامـتـيـن أريــهــم أنـي لـريـب الـدهـر لا أتضعـضـع
حـتـى كـأنـي للـحـوادث مـــروة نصـف المشقـر كـل يـوم تـقــرع
لابـد مــن تـلـف مقـيـم فانتـظـر أبأرض قومك أم بأخرى المضجع
ولـقـد أرى أن البـكـاء سـفـاهـة ولسوف يولـع بالبكــــا مـن يـفجـع
وليـأتـيـن عـلـيــك يــومــا مــــرة يبكـي عليـك معنـفـا لا تسـمـــــع
فلئـن بهـم فجـع الزمـان وريـبـه إنــي بـأهـــل مـودتـــي لمـفـــجـــع
والـنـفـس راغــبــة إذا رغـبـتـهـا وإذا تـــرد إلـــى قـلـيــل تـقـنـــع
كَم مِن جَميعِ الشَملِ مُلتَئِمُ القـوى كانوا بِعَيـــشٍ قبــلنا فَتَصَـدَّعـوا












2



وهذا الشاعر علي بن ثابت بن قيس الأنصاري
يرثي ابنه أيضا بقصيدة يملئها الحزن ,والأسى على فقيده , ويقول:


يا كذب الله من نعــى حسنــاً ليس لتكذيب نعيه ثمــن
أجول في الدّار لا أراك وفي الدّ ار أناسٌ جوارهم غبــن
كنت خليلي وكنت خالصــتي لكلّ حيٍّ من أهله سكــن
بدّلتــهم مــنـك، لــيـت أنّهـــم أمسوا وبيني وبينهم عدن













3





وجرير وهو أبو حزرة بن عطية بن الخطفى التميمي اليربوعي من الشعراء الذين رثوا أبنائهم

وهذه قصيدة في رثاء ابنه سوادة الذي بكاه, بكاء اباً حزينا متألما , ويقول فيها



قالوا: نصيبك من أجرٍ فقلتُ لهم من للعرين ِ إذا فارقت أشبــــالي
لكن سوادةُ يجلو مقلتي لَحِمٍ بازٍ يُصرصرُ فوق المرقب العالي
قد كنتُ أعرفهُ مني إذا غَلِقَت رُهنً الجــياد ومدَّ الغايةَ الغالي
إلا تكن لك بالدَّيْرَين باكيــــةٌ فَرُب باكيـــةٍ بالرمـــل معــــوال ِ
كأم بَوٍّ عجولٍ، عند معهــــده حنّت إلى جَلَدٍ منه ،وأوصـــــــال ِ
ترتعُ ما نَسِيَت حتى إذا ذَكَرَت ردّت هَماهمَ حَرّى الجوفِ مِثكال ِ
زِدنا على وَجْدِها وَجْداً وإن رَجَعَت في القلب منها خُطوبٌ ذاتُ بَلبَال ِ
فارقْتَني حينَ كفّ الدهرُ من بصري وحينَ صرتُ كعظمِ الرّمةِ البالي
إن الثويّ بذي الزيتونِ فاحتسبي قد أسرَعَ اليومَ في عقلي وفي حالي










4






وقال الفرزدق وهو أبو فراس همام بن غالب التميمي الدارمي أفخر ثلاثة الشعراء الأمويين, ولد سنة 15 ه ونشأ بالبصرة أيضاً

يرثي ابنين له ماتا في مدة يسيرة

بفي الشامتين التّرب إن كان مسّني رزيّة شبلي مخدرٍ في الضّراغم
وما أحـــدٌ كان المنــــايا وراءه وإن عاش أيّاماً طوالاً بسالــــم
أرى كلّ حيٍّ لا تزال طليــــــعةً عليه المنايا من ثنايا المخارم
يذكّرني ابنّي السّماكان موهنــاً إذا ارتفعا فوق النّجوم العواتم
وقد رزيء الأقوام قبـلي بنيـــــهم وإخوانهم فأقني حياء الكرائم
ومات أبي والمنذران كلاهــــما وعمرو بن كلثومٍ شهاب الأراقم
وقد كان مات الأقرعان وحاجبٌ وعمروٌ أبو عمروٍ وقيس بن عاصم
وقد مات بسطام بن قيــلم يهلــكاهم عشيّة بانا، رهط كعبٍ وحاتم
فما ابناك إلاّ من بني النّاس فاصبري فلن يرجع الموتى حنين المآتم












7
7
7
7
7
7
7

وننتقل الى العصر العباسي


7
7
7
7
7

__________________
7



7



7




إن الذي ملأ اللغات محاسنا // جعل الجمال وسره في الضاد









ســـيرة الفـــــــراء







هل لديك سؤال في الإعراب ( تفضل هنا )









تم الإفتتاح حياكم الله وبياكم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-05-2010, 02:58 AM
(( الفراء )) (( الفراء )) غير متواجد حالياً
 عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: بحبوحة الادب والمعرفة
المشاركات: 1,059

7
7
7
7
7
7





رثاء الأبناء في العصر العباسي




وفي هذا العصر سوف نختار بعض القصائد التي قيلت في رثاء الأبناء,وسوف نختار لكل شاعر قصيدة واحدة فقط برغم كثرة قصائد الرثاء في هذا العصر







1




ونستهل العصر العباسي بقصيدة لبشار بن البرد بن يرجوخ بن شروستان بن فيروز

يرثي بها ابنه محمد
فيقول فيها:



أجارتنـا لا تجـزعـي وأنـيبــــي أتاني من الموت المطل نصيبي
بني على رغمي وسخطي رزئته وبدل أحجــار وجـال قـلــــــيب
وكان كريحان الغصون تخـــالـه ذوي بعد إشارق يسر وطـــيب
ومانحن الا كالخليط الذى مضى فرائــــس دهر مخطئ ومصيب
نؤمــل عيـشا في الـحيـاة ذميمة أضــرت بــأبدان لنــــا وقلوب
أصيب بني حيــن أورق غصنـه وألقى علي الهــم كـــل قــريــب
عجبـت إســراع المنـيـة نـحـوه ومــا كــان لـــو مليتـه بـعـجـيب












2





ومن القصائد المبكية التي قيلت في رثاء الأبناء
قصيدة لإبراهيم المهدي وهو إبراهيم بن المهدي بن المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب

حيث يرثي ابناً له أصيب به بالبصرة وهو واليها,ويقول فيها:



نأى آخر الأيّام عنك حبيب فللعين سحٌّ دائمٌ وغروب
دعته نوىً لا يرتجى أوبةٌ لها فقلبك مسلوبٌ وأنت كئيب
يؤوب إلى أوطانه كلّ غائبٍ وأحمد في الغيّاب ليس يــؤوب
تبدّل داراً غير داري وجيرةً سواي وأحداث الزّمان تنوب
أقام بها مستوطناً غـــير أنّه على طـــول أيّام الــمقام غريب
تولّى وأبقى بيننا طيب ذكره كباقي ضياء الشّمس حين تغيب
خلا أنّ ذا يفنى ويبلى وذكره بقلبي على طول الزّمان قشيب
كأن لم يكن كالدّرّ يلمع نوره بأصدافــــه لمّا تشنه ثقــــــوب
وريحان قلبي كان حين أشمّه ومؤنس قصري كان حين أغيب










3



وهذا ابن الرومي وهو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج الرومي مولى بني العباس
يرثي ابنه الأوسط محمد بقصيدة من اروع ما قيل في الرثاء ويقــول فيــها:


بكاؤكُـمـايشـفـي وإن كــان لا يـجـدي فـجـودا فـقـد أودى نظيركـمُـا عـنــدي
بُـنَــيَّالـــذي أهـدتــهُ كـفَّــاي لـلـثَّـرَى فيا عزَّة َ المهـدى ويـا حسـرةالمهـدي
ألا قــاتــل الــلَّــهُ الـمـنـايـا ورمـيــهــا مـن القـومِ حَبّـاتالقلـوب علـى عَـمـد
ِتوخَّـى حِمَـامُ المـوت أوسـطَ صبيـتـي فلـلـه كـيـفاخـتـار واسـطــة َ الـعـقـد
ِعلـى حيـن شمـتُ الخيـرَ مـن لَمَحاتِـهِ وآنـسـتُمـــن أفـعـالـه آيـــة َ الـرُّشــدِ
طـواهُ الـرَّدى عنِّـي فأضـحـىمَــزَارهُ بعيـداً علـى قُــرب قريـبـاً عـلـى بُـعـد
ِلـقـد أنـجـزتْ فـيـهالمـنـايـا وعـيـدَهـا وأخلـفَـتِ الآمــالُ مـاكـان مــن وعـــد
ِلـقـد قــلَّبـيـن الـمـهـد والـلَّـحـد لـبـثُهُ فلم ينسَ عهد المهد إذ ضـمَّ فـياللَّحـدِ
تـنـغَّـصَ قَـبــلَ الـــرَّيِّ مـــاءُ حَـيـاتــهِ وفُــجِّــعَمــنــه بـالـعـذوبــة والــبـــردِ
ألـــحَّ عـلـيـه الـنَّــزفُ حـتــىأحـالــهُ إلى صُفرة الجاديِّ عـن حمـرة الـوردِ
وظــلَّ عـلـى الأيــدي تسـاقـطنَـفْـسْـه ويذوِي كما يذوي القضيـبُ مـن الرَّنْـدِ
فَـيـالـكِ مـــن نـفــستـسـاقـط أنـفـســاً تـسـاقـط درٍّ مـــن نِـظَــام بـــلا عـقــدِ
عجبـتُلقلـبـي كـيـف لــم ينفـطـرْ لــهُ ولـو أنَّـهُ أقـسـى مــن الحـجـرالصَّـلـدِ
بـــودِّي أنـــي كــنــتُ قُــدمْــتُ قـبـلــهُ وأن المنـايـادُونــهُ صَـمَـدَتْ صَـمـدِي
ولـكـنَّ ربِّـــي شـــاءَ غـيــرَ مشيـئـتـيولـلـرَّبِّ إمـضـاءُ المشيـئـة ِ لا الـعـبـدِ
ومــــا ســرنــي أن بـعــتُــهُبـثــوابــه ولــو أنــه التَّخْلـيـدُ فــي جـنَّـة ِ الخُـلـدِ
ولا بـعـتُـهُطَـوعــاً ولـكــن غُـصِـبـتـه وليس على ظُلـمِ الحـوداث مـن معـدِي
وإنّــــيوإن مُـتِّـعــتُ بـابـنــيَّ بــعــده لـذاكـرُه مــا حـنَّـتِ النِّـيـبُ فــينـجـدِ
وأولادنــــا مــثــلُ الــجَــوارح أيُّــهـــا فـقـدنـاه كـــانالـفـاجـع الـبَـيِّـنَ الـفـقـد
ِلــكــلٍّ مــكـــانٌ لا يــسُـــدُّاخـتــلالــهُ مـكـانُ أخـيـه فــي جَــزُوعٍ ولا جـلــدِ
إذالـعِـبـا فـــي مـلـعــب لــــك لــذَّعــا فؤادي بمثل النار عـن غيـر مـاقَصـدِ
فمـا فيهمـا لــي سَـلـوة ٌ بــلْ حَــزَازة ٌ يَهيجانِهـا دُونـيوأَشقـى بـهـا وحــدي
وأنـتَ وإن أُفــردْتَ فــي دار وحْـشـة ٍ فإنـي بـدارالأنـسِ فـي وحشـة الـفـردِ
أودُّ إذا مـــا الـمــوتُ أوفـــدَ مَـعـشَــراًإلـى عَسكـر الأمـواتِ أنِّـي مـن الـوفْـدِ
ومــن كــانَ يَستـهـدي حَبِيـبـاًهَـديَّــة ً فطيفُ خيـالٍ منـك فـي النـوم أستهـدي
عـلـيـك ســلامُ اللهمــنـي تـحــيَّــة ً ومنْ كل غيثٍ صادقِ البـرْقِ والرَّعـدِي











4



وهذا أبو الحسن التهامي
هو أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي. توفي يوم 9 جمادى الأولى 416هـ.
يرثي ابنه في قصيده

لم اسمع بأروع منها في الرثاء على مر العصور فبالفعل أن موت ابنه اثر فيه الأثر الواضح
في أبياته المبكية التي تقطر دمعاً على فراق ابنه ويقول في قصيدته الرائية




حكم المنية في البرية جاري ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا يُرى الإنسان فيها مخبراً حتى يرى خبراً من الأخبار
طُبعت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذاء والأكدار!!
ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما تبني الرجاء على شفير هار
فالعيش نوم والمنية يقظة والمرء بينهما خيال سار
فاقضوا مآربكم عجالاً إنما أعماركم سفر من الأسفار
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا أن تسترد فإنهن عوار
يا كوكباً ما كان أقصر عمره وكذاك عمر كواكب الأسحار
وهلال أيام مضى لم يُـستدر بدراً ولم يمهل إلى الأسحار
عجل الخسوف إليه قبل أوانه فمحاه قبل مظنة الإبدار
واستُـل من أترابه ولداته كالمقلة اسـتُلت من الأشفار
فكأن قلبي قبره وكأنه في طيّـه سر من ألأسرار
إن الكواكب في علو مكانها لترى صغاراً وهي غير صغار
ولد المعزى بعضه فإذا مضى بعض الفتى فالكل في الآثار
أبكيه ثم أقول معتذراً له وُفّـقتَ حين تركتَ ألأم دار
جاورتُ أعدائي وجاور ربه شتان بين جواره وجواري








5



وهناك أبيات للشاعر أبو العتاهية


وهو يرثي ابنه علي في أبيات تملائها الحكمة والموعظة ويقول فيها:



بكيتك يا بني بدمع عيني
فلم يغن البكاءُ عليك شيّا
وكانت في حياتك لي عظاتٌ
وأنت اليوم أوعظُ منك حيّا












6


أبو عبد الرحمن العتبي يرثي بنيه:
أما يزجر الدّهر عنّا المنونا يبقّي البنات ويفني البنينا
وأنحت عليّ بلا رحمةٍ فلم تبق فوق غصوني غصونا
وكنت أبا ستّةٍ كالبدور وقد فقؤوا أعين الحاسدينا
فمرّوا على حادثات المنون كمرّ الدّراهم بالنّاقدينا
فألقين ذاك إلى صارخٍ وألقين ذاك إلى ملحدينا
فما زال ذلك دأب الزّما ن حتّى أماتهم أجمعينا
وحتّى بكى لي حسّادهم وقد أتعبوا بالدّموع العيونا
وحسبك من حادثٍ بامريءٍ ترى حاسديه له راحمينا
رأيت بنيّ على ظهرها فصاروا إلى بطنها ينقلونا
فمن كان يسليه مرّ السّنين فحزني تجدّده لي السّنونا




وقال فيهم ايضا

يا ستّةً أودعتهم حفر البلى لخدودهم تحت الجبوب وساد
منعوا جفوني أن يصافح بعضها بعضاً فهنّ وإن قربن بعاد












7

ابو الوليد الباجي يرثي ولديه وقد ماتا غريبين

رعى الله قبرين استكانا ببلدة هما أسكناها في السواد من القلب
لئن غيبا عن ناظري وتبوّءا فؤادي لقد زاد التباعد في القرب
يقر بعيني أن أزور ثراكما وألزق مكنون الترائب بالترب
وأبَكي وأبُكي ساكنيها لعلنّي سأنجد من صحب وأسعد من سحب
فما ساعدت ورق الحمام أخا أسى ولا روّحت ريح الصبا عن أخي كرب
ولا استعذبت عيناي بعدكما كرى ولا ظمئت نفسي إلى البارد العذب
أحنّ ويثني اليأس نفسي عن الأسى كما اضطر محمول على المركب الصعب












7
7
7
7
7
س ن و ا ص ل

__________________
7



7



7




إن الذي ملأ اللغات محاسنا // جعل الجمال وسره في الضاد









ســـيرة الفـــــــراء







هل لديك سؤال في الإعراب ( تفضل هنا )









تم الإفتتاح حياكم الله وبياكم

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-05-2010, 02:59 AM
صوت القلوب صوت القلوب غير متواجد حالياً
 عضو خاص
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: أعلى إنارة الشارع أتفقد الأوضاع
المشاركات: 6,101

:




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أعجبتني جدًا أبيات أم السليك من شعر العصر الجاهلي


وأبيات أبي ذؤيب الهذلي :

وإذا المنـيـة أنشـبـت أظـفـارهـا ألفـيـت كـــل تمـيـمـة لا تـنـفـــــع
فالعـيـن بعـدهـم كــأن جفونـهـا كحلت بشوك فهـي عـور تــــدمـع
وتـجـلـدي للشامـتـيـن أريــهــم أنـي لـريـب الـدهـر لا أتضعـضـع





الفراء


شكرًا جزيلًا






:

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-05-2010, 03:08 AM
(( الفراء )) (( الفراء )) غير متواجد حالياً
 عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: بحبوحة الادب والمعرفة
المشاركات: 1,059

7
7
7
7
7

عائشة التيمورية نسبها: هي عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا تيمور بن محمد كاشف تيمور. ولدت السيدة عائشة سنة 1256هـ الموافق 1840م لوالدة شركسية الأصل تدعى بـ; ماهتاب هانم;. أما والدها فقد كان وكيل دائرة محمد توفيق باشا ولي عهد الخديوية المصرية. توفي والدها عام 1289هـ،أي بعد 33 عاما، أما والدتها فقد توفيت عام 1285هـ - 1868م. وهي من عائلة علم، فقد كانت عائشة أختاً للمرحوم العلامة المحقق أحمد تيمور باشا، إلا أنه كان من أم أخرى وهي ; مهريار هانم ; وهي أيضاً شركسية الأصل. تزوجت عائشة بكاتب ديوان ( همايون ) سابقاً السيد الشريف محمود بك الإسلامبولي ابن السيد عبدالله أفندي الإسلامبولي سنة 1271هـ. وبعد زواجها اقتصرت على المطالعة والإنشاد وتفرغت لأعمال المنزل. أنجبت عائشة بنتان وولد، أسمت الكبرى منهما بـ ; توحيدة ;، أما ولدها فقد أسمته بـ;محمود بك;. أحسنت عائشة تربية ابنتيها وولدها، فقد أوكلت إلى ابنتها الكبرى ; توحيدة; مهام المنزل حتى باتت مدبرته. ولكنها توفيت وهي لم تبلغ بعد من العمر 18عاماً، فحل بعائشة حزن وأسى ثقيلان على فقدانها ابنتها، وتركت العروض والعلوم وأمضت سبعة أعوام متواصلة ترثي ابنتها إلى أن أصاب عينيها الرمد.



إن سال من غرب العيون بحــور
فالدهر باغ والزمان غدور
فلكل عيـن حق مدرار الدمـــا
ولكل قلب لوعة وثبــور
ستر السنا وتحجبت شمس الضحى
وتغيبت بعد الشروق بدور
ومضى الذي أهوى وجرعني الأسى
وغدت بقلبي جذوة وسعير
يا ليته لما نوى عهد النـــــوى
وافى العيون من الظلام نذير
****
طافت بشهر الصوم كاسات الردى
سحرا وأكواب الدموع تدور
فتناولت منهــا ابنتـي فتغيرت
وجنات خد شانها التغييــر
فذوت أزاهير الحياة بروضهــا
وانقد منها مائس ونضيــر
لبست ثياب السقم في صغر وقد
ذاقت شراب الموت وهو مرير
جاء الطبيب ضحى وبشر بالشفا
إن الطبيب بطبه مغـــرور
وصف التجرع وهو يزعم أنـه
بالبرء من كل السقام بشير
****
فتنفست للحزن قائلة لــــه
عجل ببرئي حيث أنت خبيـر
وارحم شبابي إن والدتي غـدت
تكلى يشير لها الجوى وتشير
وارأف بعين حرمت طيب الكرى
تشكو السهاد وفي الجفون فتور
****
لما رأت يأس الطبيب وعجزه
قالت ودمع المقلتين غزير
أمــاه قد كل الطبيب وفاتني
بما أؤمل في الحياة نصير
لو جاء عراف اليمامة يبتغي
برئي لرد الطرف وهو حسير
يا روع روحي حلها نزع الضنى
عمـا قليل ورقها ستطيــر
أماه قد عز اللقاء وفي غد
سترين نعشي كالعروس يسير
وسينتهي المسعى إلى اللحد الذي
هو منزلي وله الجموع تصير
قولي لرب اللحد رفقا بابنتي
جاءت عروسا ساقها التقدير
وتجلدي بإزاء لحدي برهة
فتراك روح راعها المقدور
أماه قد سلفت لنا أمنية
يا حسنها لو ساقها التيسير
كانت كأحلام مضت وتخلفت
مذ بان يوم البين وهو عسير
****
عودي إلى ربع خلا ومآثر
قد خلفت عني لها تأثير
صوني جهاز العرس تذكارا فلي
قد كان منه إبى الزفاف سرور
جرت مصائب فرقتي لك بعد ذا
لبس السواد ونفِّذ المسطور
والقبر صار لغصن قدي روضة
ريحانها عند المزار زهور
أماه لا تنسي بحق بنوتي
قبري لئلا يحزن المقبور
****
فأجبتها والدمع يحبس منطقي
والدهر من بعد الجوار يجور
بنتاه يا كبدي ولوعة مهجتي
قد زال صفو شأنه التكدير
لا توصي ثكلى قد أذاب فؤداها
حزن عليك وحسرة وزفير
فسما بغض نواظري وتلهفي
مذ غاب إنسان وفارق نور
وبقُبلتي ثغرا تقضى نحبه
فحرمت طيب شذاه وهو عطير
والله لا أسلو التلاوة والدعا
ما غردت فوق الغصون طيور
كلا ولا أنسى زفير توجعي
والقد منك لدى الثرى مدثور
إني ألفت الحزن حتى أنني
لو غاب عني ساءني التأخير
قد كنت لا أرضى التباعد برهة
كيف التصبر والبعاد دهور
أبكيك حتى نلتقي في جنة
برياض خلد زينتها الحور

__________________
7



7



7




إن الذي ملأ اللغات محاسنا // جعل الجمال وسره في الضاد









ســـيرة الفـــــــراء







هل لديك سؤال في الإعراب ( تفضل هنا )









تم الإفتتاح حياكم الله وبياكم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-05-2010, 03:12 AM
(( الفراء )) (( الفراء )) غير متواجد حالياً
 عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: بحبوحة الادب والمعرفة
المشاركات: 1,059

فاصل
>>>>>



عن


رثاء النفس



وسنعود

>>>>>>>>



• ابن حذَّاق يرثي نفسه:-


قال ابن قتيبة: بلغني أنَّ أول مَنْ بكى على نفسه وذكر الموت في شعره: يزيد بن حذَّاق


فقال:-


هَلْ لِلْفَتَى مِن بَناتِ الدَّهْرِ مِن رَاقِي***** أمْ هَل لهُ مِن حِمام الموتِ مِن وَاقِي
قدْ رجَّلونِي ومَا بالشَّعـرِ مِن شَعَثٍ***** وألْبَسُونِي ثِيــابًا غيرُ أخْـلاقِ
وطيَّبُـوني وقَـالوا أيُّـما رَجُـلٍ*****وأدْرَجُــونِي كَأني طَيُّ مِخْـرَاقِ
وأرْسَلُـوا فِتيةً مِن خَيْرِهم حَسَبًا*****ليُسنِدوا في ضَرِيـحِ القَبْـر أطْبَاقِي
وقسَّمُوا المَال وارفضَّت عوائدُهُم***** وقَال قَائِلُـهُم مَـات ابْـنُ حَذَّاقِ
هوِّنْ عَليكَ ولا تُولـع بإشفـاقٍ***** فإِنَّـما مَـالُنا لِلْـوَارثِ البَـاقِي







• امرؤ القيس يرثي نفسه:-
عندما عاد امرؤ القيس من بلاد الروم منصرفًا عن قيصر ملك الروم,ب
عدما أعطاه حُلَّةً مسمومة , فلَّما وصل إلى أنقره لبسها فتقطع جلده وهلك, وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قال:



لَقدْ دَمَعتْ عَيْنَايَ فِي القَرِّ والقَيْظِ*****وهلْ تدمعُ العَينانِ إِلاَّ مِن الْغيظِ
فلَّمَا رَأيتُ الشَّرَ ليسَ بِبَــارِحٍ*****دَعَوتُ لِنَفْسِي عِندَ ذَلكَ بِالْفيظِ
وقال أيضًا قبل ذلك حينما رأى قبر امرأةٍ في سفح جبل عسيب الذي مات عنده:
أجَـارتنَا إنَّ الخُطُوبَ تنـوبُ*****وإني مُقيمٌ ما أقـامَ عسيبُ
أجَـارتنَا إنَّـا غريبـانِ هَهُنَا***** وكلُّ غريبٍ للغريبِ نسيبُ
فـإنْ تصِلِينا فالقـرابة بيننا*****وإن تصـرمينا فالغريبُ غريبُ
أجَارتنَا ما فاتَ ليسَ يَؤُوبُ*****ومَـاهو آتٍ في الـزَّمانِ قَريبُ
وليس غريبًا مَنْ تناءت دِيارُهُ*****ولكنْ مَنْ وَارَى التُّراب غريبُ







• طرفة بن العبد يرثي نفسه:-

قال طرفة بن العبد وهو في سجنه ينتظر القتل بعدما سجنه والي البحرين بأمرٍ من ملك الحيرة عمرو بن هند, وذلك عندما بعث بكتابين لطرفه وخاله المُتَلَّمِس, وفيهما أمرٌ بقتلهما, فنجا خاله بعدما طلب من غلام أن يقرأ له ما في الكتاب, ولكن طرفة أصرَّعلى أن يذهب لوالي البحرين ظانًّا أن ملك الحيرة أمر والي البحرين أن يعطيهما الجوائز, ولم يجعل الغلام يقرأ له كتابه, وعندما وصل إلى البحرين سجنه الوالي وأمر بقتله, فقال قبل قتله :-




ألا اعتزليني اليوم خولة أو غُضِّي***** قفد نزلتْ حدباءُ مُحكمـة القبضِ
أزالتْ فؤادي عن مَقَـرِّ مكانهِ*****وأضحى جَناحي اليومَ ليسَ بِذي نهضِ
وقد كنتُ جلدًا في الحياة مُدَرَّئًا*****وقد كنتُ لبَّاس الرجال على البُغضِ
وإني لحلوٌ للخليــلِ وإنَـني*****لمُرٌّ لذي الأضغـانِ أُبـدي لهُ بُغضي
ولا تَعْدِليني إنْ هَلكتُ بعاجزٍ*****مِنَ النَّـاس مَنقوضَ المَريـرة والنقضِ








• رثاء عبد يغوث لنفسه قبل موته:-
لمَّا أسرتْ بنو تيم عبدَ يغوث, وذلك في يوم الكُلاب عندما وقعت الحرب بين بني تيم وقوم عبد يغوث في أيام الجاهلية, وكان عبد يغوث فارسًا وشاعرًا, فشدُّوا على لسانه نسعة خوفًا من أن يهجوهم قبل موته, فقال لهم: إنكم قاتلي ولا بُدّ, فدعوني أذمُّ أصحابي وأنوح على نفسي, فقالوا: إنك شاعر ونخاف أن تهجونا, فعقد لهم أن لا يفعل. فأطلقوا لسانه وأمهلوه حتى قال قصيدته المشهورة الرائعة:-


ألا لا تَلوماني كَفى اللَومَ مـا بِـيا *****وَمـا لَكُـما في اللَـومِ خَيرٌ وَلا لِـيا
أَلَم تَعلَمـا أَنَّ المَـلامَةَ نَفعُـهـا *****قَليـل وَما لَـومي أَخي مِن شمـالِـيا
فَيـا راكِباً إِمّـا عَرَضتَ فَبَلَّغَـن***** نَدامـايَ مِـن نَجـرانَ أَن لا تَـلاقِيا
أَبا كَـرِبٍ و َالأَيهَمَينِ كِلَيـهِـما***** وَقَيساً بِأَعـلى حَضرَ مَـوتَ اليَمـانِيا
جَزى اللَهُ قَومي بِالكُـلابِ مَلامَةً*****صَـريحَهُـم وَ الآخَـريـنَ المـَوالِيـا
وَلَو شِئتُ نَجَّتني مِنَ القَوْمِ نَهـدَةٌ *****تَرى خَلفَـهـا الحُـوَّ الجِيـادَ تَوالِيا
وَلَكِنّني أَحمي ذِمــارَ أَبيـكُـمُ***** وَكـانَ الرِمـاحُ يَختَطِفـنَ المُحـامِيا
وَتَضحَـكُ مِنّي شَيـخَةٌ عَبشَمِيَّةٌ*****كَـأَن لَـم تَـرى قَبـلي أَسيراً يَمـانِيا
وَقَد عَلِمَـت عَرسي مُلَيكـَةُ أَنَّني*****أنـا اللَيـثُ مَـعـدُوّاً عَلَيَّ وَعادِيـا
أَقولُ وَقَد شَدّوا لِسـاني بِنِسـعَةٍ*****أَمَعشَـرَ تَيمٍ أَطلِقـوا عَـن لِسـانِيـا
أَمَعشَرَ تَيمٍ قَد مَلَكتُم فَأَسجِحـوا*****فَـإِنَّ أَخـاكُم لَم يَكُـن مِن بَوائِـيا
فَإِن تَقتُلـوني تَقتُـلوا بِيَ سَيِّـداً *****وَإِن تُطلِقـوني تَحرُبـوني بِمـالِـيا
وَكُنتُ إِذا ما الخَيلُ شَمَّصَها القَنـا*****لبيقٌ بِتَصـريفِ القَنـاة بنَـانِـيـا
أَحَقّاً عِبـادَ اللَهِ أَن لَستُ سـامِعاً*****نَشيـدَ الرُعـاءِ المُعـزِبينَ المَتـالِيا
وَقَد كُنتُ نَحّارَ الجَزورِ وَمُعمِلَ الـ *****ـمطيَّ وأمضي حيث لاحيَّ ماضيا
وَأَنحَرُ لِلشَـربِ الكِـرامِ مِطِيـَّتي *****وَأَصـدَعُ بَينَ القَينَـتَينِ رِدائِـيـا
وَعادِيَةٍ سَومَ الجَـرادِ وَزَعتُـهـا *****بِكَفّي وَقَـد أَنحَـوا إِلَيَّ العَـوالِـيا
كَأَنِّيَ لَم أَركَـب جَواداً وَلَم أَقُل *****لِخَيلِيَ كُـرّي نَفِّسي عَـن رِجالـِيا
وَلَم أَسبَإِ الزِقَّ الرَوِيَّ وَلَـم أَقُل *****لِأَيسارِ صِـدقٍ أَعظِمـوا ضَوءَ نارِيا

__________________
7



7



7




إن الذي ملأ اللغات محاسنا // جعل الجمال وسره في الضاد









ســـيرة الفـــــــراء







هل لديك سؤال في الإعراب ( تفضل هنا )









تم الإفتتاح حياكم الله وبياكم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-05-2010, 09:44 AM
شّيهـًــانُـــهً~ شّيهـًــانُـــهً~ غير متواجد حالياً
 عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الدولة: ):
المشاركات: 2,773

مشكور الفرااء على مجهودك الطيب

الله يعطيك العافيه

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-05-2010, 01:07 PM
الوفاء الوفاء غير متواجد حالياً
 عضو خاص
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
الدولة: خ ــآاآرج حدود (الوطن)
المشاركات: 5,004






مجهود رائع و متميز

كل الشكر لك ـأخي الفراء

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:18 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.0, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Design And Develop By DevelopWay

تصميم : طريق التطوير
لحلول الإنترنت والتصميم DevelopWay.com