اتصل بنا البحث up a3ln usercp home
 


العودة   ::. مـنتدى قبيلـة العجمـان .:: > الـمنتديات التاريخـية > :: الـمنتدى الـتاريخــي ::

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-06-2008, 07:09 PM
حرة على كف صقار حرة على كف صقار غير متواجد حالياً
 عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 9
الشيخ مشعان بن هذال شيخ مشائخ قبيلة عنزة من منظور تاريخي وشعري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الى الجميع تحية طيبة

الحديث في هذا الموضوع سيكون عن شيخ وليس أي شيخ بل شيخ وأمير وفارس وشاعر ، شخصية عاصرت أحداث الجزيرة العربية وهي في قمة توترها من أحداث قبيلة وصراعات على الجزيرة العربية بين القبائل والقادة العسكريين ، فقد عاصر قيام الدولة السعودية الاولى وعاصر فترة الفراغ التي مرت بالجزيرة العربية وهي بين انهيار الدولة السعودية وقبل قيام الدولة السعودية الثانية بالاضافة إلى أنه تنقل مع قبائل عنزة في أقطار بعيدة وكثيرة وهو علم من أعلام عنزة والتي لا يمكن إغفالها وسنأتي على سرد كثير في الحديث عنه بالرغم أنه طرح عنه مواضيع في هذا القسم عنه الا أنها لم تكن بالشكل المطلوب وإنشاءالله نتمنى أن نسمو في أن نوفيه ولو جزءً من حقه نعم إنه أخو بتلا شيخ مشائخ قبائل عنزة على وقته وهو / مشعان بن مغيلث بن منديل آل هذال رحمه الله..


,
,
,




• صورة تقريبة للشيخ مشعان بن هذال :





• نسبه :

هـو الشيـخ / مشعان بن مغليث بن منديل بن هذال شيخ مشايخ عنزة في زمنه ، وآل هـذال من عدينان من الجعيثين من جمعه من الحبلان من الجيل من العمارات من بشر من عنزة القبيلة الوائلية..



• مولده وحياته :


من غير المعروف على وجه التحديد السنة التي ولد فيها مشعان ولا عُني أحد من جامعي شعره بذلك سوى طلال السعيد الذي قال أنه ولــد سنــة 1209هـ على وجه التقريب ، ولم يذكر مرجعه في ذلك .

وإذا أردنا الاستـدلال التقريبي نقول : أن الشيخ مشعان بن هذال قد ذكر في أحد قصائده عندما حصل خلاف بين جماعته بيت من أبيات الشعر التي تقودنا أن الشيخ مشعان عاصر الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود وشارك في مناخ العدوة سنة 1205هـ ضمن جيش الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود حيث أرسل الامام إبنه سعود مع عنزة بالاضافة الى قبائل نجد الاخرى لحرب قبيلة مطير وشمر الخارجتين عن طاعة الامام في ذلك الوقت ، فعلى أقل تعبير يكون عمره 25 سنة في تلك المعركة كفارس ، وما يدل أيضا رثائه لعمه جديع بن هذال الذي قتل في معركة كير سنة 1195هـ ولكنه لم يكن في سن فروسية لانه يكون عمره 15 سنة في ذلك الوقت وهذا الاستدلال التقريبي يقودنا في معاصرته أيضا للامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود والدليل على ذلك من الابيات :



يا العبد لا يطغيك في نفسك الــزود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تراك مثل الفي عجل زوالـــــــــــــه
دنياك لو تعطي مواثيق وعهــــــود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بواقة ما يامن العبد جالــــــــــــــــه
دنياك مادامت لسعدون وسعـــــــود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وعبدالعزيز اللي حضرنا فعالــــــــه
ايضا ولا دامت لكســــــــرى وداود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كم اذهبت حـــي تحطه قبالـــــــــــه



ومن الابيات التي نسبت له بلا جزم في رثائه لعمه جديع في معركة كير سنة 1195هـ والتي أوردها البدراني ولم أجدها في مصادر أخرى :

يا كير لاغب المطر في خباريـك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا جاك من ربي صدوق المخايل



ومـن ذلك يمكننا الاستنتاج أن مشعـان من مـواليد سنة 1180هـ أو قبلها أو بعدها في هذا الحول تقريبا ً وما يؤكد ذلك أيضا ما ذكر عنه في مناخ الشماسية سنة 1240هـ عند مقتله في الرواية التي ذكرها العبودي عن هزيمة قبيلة مطير وحرب وعسكر المغاربة والاتراك ، عندما سأل الدويش شيخ مطير أحد الاتراك الذي أثار بندقيته وهو هارب بعد الهزيمة بقوله قتلت شيخا كبيرا ً ويقصد على مشعان بن هذال رحمه الله ..كذلك عندما بعث له محمد علي باشا رسالة في سنة 1237هـ يحثه على الانضمام إليه وكان يخاطبه بقوله شيخ العشاير بمعنى أن مشعان كان وقتها شيخا بالرغم من وجود والده مغيلث بن هذال حيا الذي قتل سنة 1238هـ في مناخ الرضيمة وقد كان عمر مشعان ذلك الوقت 57 سنة وهذا يناسب سنة المشيخة ...


,
,
,



شارك الشيخ مشعان بن هذال في مناخ العدوة سنة 1205هـ مع قبائل عنزة ضد وغيرهم من القبائل حيث أرسل إلامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود إبنه سعودا معهم وذلك ذكره صاحب كتاب لمع الشهاب في سيرة الامام محمد بن عبدالوهاب ما نصه في صفحة 97:

إن عرب الشريف الذين كانوا ملتجئين به من بداة نجد ، تفرقوا عنه راجعين الى اطراف نجد ، فقحطان احتازوا الى تثليث ، وعتيبه الى بريه مكة كركبة وما يليها ، وأما مطير فاحتازوا الى أرض شمر ، وإتفقوا مع مطلق الجرباء وبادية شمر جميعها ، التي في الجبل وصار بينهم وبين أهل القرى التي في الجبل حرب . فأرسل أهل الجبل إلى عبدالعزيز بن سعود أن هذا مطلق الجرباء نكث وإلتجأت مطير إليه ، فهذا اليوم نحاربه . وكان إذا شيخ مطير حسين بن وطبان الدويش رجلا شجاعا ، فلما سمع عبدالعزيز بهذا الخبر بعث ولده سعود ومعه بعض عنزة ، وكانوا أضداداً لمطيرـ...إنتهى

وحيث شارك مشعان بن هذال إلى جانب عمه عبدالله بن هذال الملقب بالمحزم ومعهم الفارس الزلال المطرفي الذي قال قصيدة بعد إنتصارهم وأخذهم بثأر جديع ممن أكمل عليه وقتله وهو حصان إبليس مسعود البريعصي حيث يقول الزلال المطرفي من أبيات :


يا زين يوم حل فيه المثــــــــــــارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والحمد لله يوم حل القضى فيــــــــه
صال المحزم فوق قب المهـــــــارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يشدي شعيب حدر السيل عاليـــــــه
مارددوه عيال علوى السكــــــــارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مسعود طاح وصاخن الدم غاشيــــه
ومشعان صيده يوم يدلي خيـــــارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقع طريح ومجند الحرب راميــــــه
والبوق راعي البوق يصبح دمـارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ غرة بيوق باق بأقرب بنيخيــــــــــه
البوق عاق الخيل حدر النمـــــــارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كن الحديد امدورعن بين اياديـــــــه




فهنا الشاعر الفارس الزلال يشير إلى دور مشعان في هذه المعركة كما يبين أن مطير وشمر باقوا بعهدهم مع الامام عبدالعزيز وذلك ما ذهب إليه صاحب لمع الشهاب وأكدته قصيدة الزلال المطرفي ..


,
,
,




ثم تختفي الاخبار عن مشعان بن هذال حيث لم يتم ذكر مناخات أو معارك مع قبائل الجزيرة العربية بينها وبين بعض وذلك للاستباب الامن في تلك الحقبة وإستقرار حكم الدولة لسعودية الاولى والمطلع على تلك الحقبة يرج للمؤرخات فلن يجد مناخا أو معركة كبيرة من التي كانت تحدث بين القبائل باستثناء وقعات من الائمة السعوديين ومن والهم من القبائل ضد من لم يدخل في الطاعة أو خالف طاعة الامام أو لم يؤدي الزكاة فهؤلاء كانت تشن عليهم حملات من الامام ومن معه من القبائل حتى يرضخوا وذلك حتى عام 1233هـ أي عند إنهيار الدولة السعودية الاولى وفي نفس الوقت لم تسعف الاخبار والمؤرخات ذكر عن مشعان بن هذال في هذه الفترة بالرغم من تواجده في قلب نجد ومن معه من آل هذال والعمارات من عنزة ..



,
,
,



ثم أتى ذكر مشعان في كتاب البدو والبادية للمؤلف جبرائيل جبور نقلا عن كتاب لبنان في عهد الامراء الشهابيين لحيدر أحمد الشهابي وقد ذكر في صفحة 398 :

في أخبار سنة 1233هـ /1817م يذكر إنتصار إبراهيم باشا بن محمد علي باشا على الوهابيين ويذكر قبيلة عنزة ومن أسماء شيوخهم الضويحي والحميدي وناصر المهنا ومشعان الهذال..انتهى

ثم نجد رسالة من محمد علي باشا في سنة 1237هـ يطلب منه الانضمام إلى صفه وتقديم الولاء والطاعة ولكن الشيخ مشعان لم يطعه في ذلك ولم يكن ليوالي هؤلاء الدخلاء أو أن يقبل أن يكون عميلا لهم كما فعل بعض مشائخ القبائل الذين خانوا العهد مع الائمة السعوديين الذين هم سبب الخير الذي كانوا فيه وسبب عيشهم في نجد ، نجدهم يخونون الائمة السعوديين وينضمون الى محمد علي باشا وعساكره ضد الدولة السعودية ، وهؤلاء لايخفون على المطلعين على التاريخ ويقرؤونه قراءة جيدة وقد قال فيهم إبن بشر في كتابه عنوان المجد في تاريخ أهل نجد صفحة 321 في أحداث سنة 1233هـ :

وكانت وقعة سمحة وانهزم أهل الدرعية وذلك أن الباشا بعد وقعة الغبيراء خرج إليه أناس من البلد وأخبروه بعوراتهم ومعاديهم وكان أكثر ما شد ظهور الترك في نجد والبلدان ، وأسكن جأشهم وقواهم على أهلها ، أناس تبعوه من أهل نجد ومن رؤساء البوادي ممن كانت نبتت لحومهم وجلودهم هم وأبناؤوهم وأقاربهم على جزيل عطايا آل سعود وفضائلهم ، ولا نالوا الرئاسة إلا بسببهم ، فظنوا أنهم إذا سابقوا إلى الترك وساعدوهم يفعلون بهم كفعل آل سعود معهم ، وحاشا لله ، بل قتلوا أناسا منهم لما أخذت الدرعية الا من هرب منهم ..إنتهى كلام إبن بشر

وهذه رسالة محمد علي باشا إلى مشعان بن هذال وقد ذكرها فايز البدراني في كتابه من أخبار القبائل في نجد صفحة 234:


رسالة من محمد علي باشا الى الشيخ مشعان بن هذال سنة 1237 :

ولكي يواجه محمد علي باشا تمردات القبائل تلك ، لجأ إلى الضغط عليها عسكريا من جهة وإستمالة القبائل الاخرى وحشدها ضد القبائل المناوئة ، وفي هذا الصدد أرسل عددا من رسائل التأليف إلى شيوخ القبائل الذين لم يشتركوا في التمرد من عنزة وغيرهم .. وفيما يلي نص الرسالة إلى الشيخ مشعان بن هذال :

" فخر العشاير شيخ العرب مشعان بن هذال ، شيخ عربان عنزة زين قبيلته .. بعد السلام المنهي إليك ، أنه وصل إلينا كتابك بصحبة آدمك ، وكامل ما ذكرتموه صار معلومنا ، من قبل إخلاصك في خدمتنا ، وإلتجائك لطرفنا ، وإنقيادك وإمتثالك ، مع إبراز حسن الخدمة إلى قدوة الاماثل والاقران ، حسن بك محافظ المدينة المنورة ، فالذي يخدم بابنا بالصداقة وحسن الاستقامة لا يضيع سعيه ، ويرى مكافأته ، فيلزم أن تكون صادقا في كل خدمتك ، ومنقادا ٍ إلى الميرمير المومى إليه ، وطاعتكم له كطاعتكم لنا ، وكذلك عرضتم أن آل عريعر أهل الحسا وأهل القطيف قايمين ومستقيمن ، تحت خدمتنا ، وهم مجربون في الصداقة والاستقامة عندنا ، ومأمول منهم ذلك ، وحسن نظرنا شامل عليهم ، ومرسلين لك الكسوة بصحبة أدمك الراجع إليك تلطيفا لك والسلام.."انتهى

ونجد أن الشيخ مشعان بن هذال قد خالف هذا الرسالة جملة وتفصيلا ولم ينخ أو يذل أو ينصاع إلى خدمة الباشا المذكور ويدخل تحت جناحه كما فعل البعض ، قد يقول البعض أن في سطور الرسالة ما يؤيد أن مشعان سبق له مراسلة الباشا في أنه سيكون معه ولكن ماهذا إلا كما يقال سياسة لتجنب الاصطدام وحقن دماء أفراد قبيلته حيث أن العسكر مجهزين بمدافع وأسلحة متطورة غريبة عن أبناء القبائل حيث لم يعرف مشعان إلا السلاح الابيض الرماح والسيوف فقط ، ولكن نشاهد عندما حصل الاصطدام بين مشعان وهذا الباشا وعساكره سنة 1240هـ في مناخ الشماسية حيث كان معه قبيلة مطير وحرب وغيرهم ، هزمهم بالسلاح الابيض وقتل عندما ولوا منهزمين فارين يجرون أذيال الهزيمة وقد قتل مشعان في ذلك المناخ ليس هزيمة أو خنوعا ولكن لان الله أراد ذلك وسنأتي في ذكر ذلك ..


,
,
,




مشاركة مشعان بن هذال في مناخ الرضيمة سنة 1238هـ في معركة بين العجمان ومعهم قبيلة مطير والدواسر والسهول ويام وأهل نجران ضد قبيلة بني خالد ومعهم عنزة وسبيع وإنتصار العجمان ومن معهم ومقتل والد مشعان ، مغيلث بن هذال ..

هجرة مشعان بن هذال بعد مناخ الرضيمة الى الشمال حيث أن الابل كانت هزيلة من شدة القحط والجوع والجدب الذي أصاب نجد في تلك الحقبة ثم بعد إستقراره وفرضه سطوته في تلك المنطقة وقد تنقل في شمال الجزيرة العربية وحتى الشام وقد فرض الخوة في تلك المناطق وأسس ملكا ً لهم ووجد خيرا ً كثيرا ً ، حتى أن الابل إمتلئت بالشحم من كثر الخير وسنأتي على ذلك في قصيدة الشيخة ، ثم بعد أن أتت المراسيل من مسعود عبد الشيخ مشعان بن هذال بقصيدة بعث إليه بها ليعود لنجد وأن دياره قد نزل بها بعض القبائل التي ضايقت مسعود وأن مسعود يبلغه أن مثله جهامة يبعدون من أمامهم ، كذلك ما قاله أحد مشائخ حرب من أن مشعان عينه لن ترى نثيلة القهوى بمعنى أنه إستولى على دياره ، ثم تأتي مراسيل أخرى من حاضرة عنزة من الزانتي التويجري من حاضرة عنزة بالقصيم ويبلغ مشعان بالعودة إلى نجد ويحثه على ذلك ، كذلك ما أرسله الشيخ ماجد بن عريعر شيخ قبيلة بني خالد ويحث مشعان على العودة الى نجد وما قالته أمه من كلمة أثارته للعودة فعاد في سنة 1239هـ وعندما أتى من الشمال متجها إلى القصيم هاجم قبيلة مطير في ورد الدجاني من موارد الصمان وشعيب الثمامي أيضا بالقرب من حفر الباطن ، ثم تحدث معركة في أبانات بين عنزة بقيادة مشعان وبين مطير وحرب ومن معهم وأخذ فيه غالي أذوادهم وهزمهم فيها ، ثم يحدث مناخ العمار بين عنزة ومطير مرة أخرى بقيادة مشعان ويتم قتل سحيل بن سقيان من مشائخ مطير وتهزم قبيلة مطير وتم ذكر قصائد في ذلك من شعراء مطير لشدة الهزيمة في ذلك المناخ ، ثم تحدث مناوشات حربية بين أتباع الشيخ مشعان بن هذال من عنزة وبعض قبائل بني خالد التابعة للشيخ ماجد بن عريعر مما سبب بعض الحزازيات بينهم وورود قصائد في ذلك ، ثم يستولي مشعان على قافلة في نجد سنة 1240هـ آتية من العراق ويحدث في نفس السنة مناخ الشماسية سنة 1240هـ بين عنزة بقيادة مشعان بن هذال ضد قبيلة مطير بقيادة فيصل الدويش ومعه حرب بقيادة إبن مضيان ومعهم عساكر الترك والمغاربة ويتم هزيمتهم ويريد الله أن يقتل مشعان في ذلك المناخ بعد هزيمة أعدائه..

وسنأتي على ذكر القصائد لاحقا...


,
,
,




وكذلك من الحوادث التي مرت بمشعـان أن وفداً مبعوثاً من والي مصر عباس باشا جاء إليه يعرض شراء فرس يملكها من فصيلة " كحيلان كروش " بمبلغ 25 ألف ريال وفي نفس الليلة جاءه رسول من حاكم البحرين الشيخ محمد بن إبراهيم آل خليفة يطلب الفرس ذاتها هدية من مشعان .

وأخبر مشعان الوفدين بأنه سيخبـرهما بقــراره في صباح اليوم التالي ، واستشار قومه فأشاروا عليه أن يبيع الفرس ويهــدي حاكم البحرين فرساً أخرى معتذراً عن بيع الفرس التي أرادها لكن مشعـان قرر أن يهدي الفرس دون مقابل لابن خليفة فصلته أقرب [ كلاهما من قبيلة عنزة ] من صلة والي مصر .

ولمـا علم حاكم البحرين بما حدث أرسل إلى مشعان يدعوه إلى البحرين ، وهنــاك أكرمه بخيل وإبل كثيرة كما فوضه بأن يأخذ ما يشاء من أسواق البحرين ، وفي السوق رأي مملوكاً أسود يقوم بالإشراف على أحوال السوق ، وكــانت له مكانة كبيرة لدى الحاكم فأراد مشعان أخذه لما رأى من قوته وزينة ملبســه ، ولم يفلت المملوك من مشعان إلا بعد أن استرضاه الحاكم بمملوكين آخرين عوضاً عنه .

وعندما غـادر مشعان البحرين حمًّل الحاكم سفينتين بالهدايا والمؤن هدية لمشعان الذي أرسل إحداها إلى صديقه الشاعر مهنا العناقي في الأحساء هدية له .

وصداقة مشعان للعناقي غريبة وفريدة تكمن في مقدرة الشعر على التأليف بين شيخ كقبيلة كمشعان وعبد الشيخ ماجد بن عريعر وشاعره ، وأن تكون العلاقة على قدر من المحبة والاحترام فذلك أمر يلقي بظلال على القيم الاخلاقية الرفيعة التي كان يتمتع بها الشيخ مشعان والتواضع الجم ...

ويروى أن مشعانا كان ينزل ضيفا على العناقي في الاحساء والذي كان أشبه بوكيل يبيع له ويشتري باسمه ، ولما كبر مهنا وضعف بصره ساءت أحواله فزاره مشعان مع جماعة من قومه ، ولجأ مشعان للتلثم مدعيا أن بعينيه رمد كي لا يعرفه مهنا العناقي الذي رحب بضيوفه وذهب إلى جاره يطلب منه القهوة ومالا لشراء الذبائح للضيوف فأعطاه القهوة وطلب منه إمهاله قليلا حيث ذهب الجار لزوجته وقال لها (( إذهبي لاهل جارنا وساعديهم في إعداد الطعام لضيوفهم ))..

إستغل الجار غياب زوجته فباع ذهبها وإشترى به الذبائح اللازمة وأرسلها لمهنا العناقي ، وبعد أن قدم الطعام وذهب الضيوف للنوم تسلل مشعان لصندوق يحفظ فيه مهنا حاجياته فوضع فيه صرة من النقود وخرج مع قومه سراً دون أن يدري العناقي الذي عرف في الصباح أن مشعانا كان ضيفه البارحة دون أن يدري فاقتسم المال مع جاره الكريم ..وهذا موقف آخر يصور لنا طيبة الشيخ مشعان وكرمه وجوده في أيام كان الكريم نادرا ً بها ، نظرا لما في تلك الحقبة من جوع وفقر..



,
,
,




وأسوق هذه القصة الصغيرة ربما لا تحوي شاهد شعري الا أنها ذكرت عنه رحمه الله ، وقد ورد ذكرها في مخطوطة النجم اللامع للنوادر جامع ، أخبار وأشعار من القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجري للمؤرخ محمد العلي العبيّد في صفحة 414:

وأخو بتلا هو مشعان بن هذال وقد حدثني رجل عن شيخ من أهل بريدة وقال وقد ذكروا لي قصة لمشعان بن هذال فاقالوا أنه لما كان قاطنا على ماء يسمى الطرفيه يبعد عن بريده اربع ساعات قال وكان معه خوف من تركي بن عبدالله بن سعود ان يغير عليه وكان له صديق منأهل بريده يعتمد عليه وكان هذا الصديق بابا ً للوافدين على بلده وحريصا على تطلع الأخبار فأوعز إليه مشعان أن كان بلغه خبر ثابت أن تركي بن سعود خرج من الرياض فليبادر إليه بالخبر مع رجل مخصوص ، قال فلما تحقق ان ابن سعود خرج من الرياض بعث إليه بكتاب مع رجل يعرفه بشدة جريه وقال اننا شرطنا للرجل ريال على ايصال كتابكم الرياض فإنه لايريد غيره فلما قرأ الكتاب قال للرسول : رح إلى زيد ليعطيك الريال أجرتك ، وكان زيد اخو مشعان وهو الذي بيده مصاريف أخوه مشعان (....) ، فلما أتاه الرسول يطلبه الريال قال له خذ عليه سمن فابى المرسول قبول السمن عوض الريال فمر مشعان وسأله هل زيد أعطاك الريال فقال لا يقول خذ عنه سمن وانا ما قبلته فقام مشعان إلى فرسه وجذب حبلها من مربطها واعطاها الرسول وحلف بالطلاق انه لايطلق حبلها من يده إلا من يشتريها منك بما يرضيك ، قم يافلان بلغ زيد بما جرى فقال الرجل وأخبر زيد فأتى زيد مسرعا يتعثر بثيابه فجعل يسموها من الرجل والرجل لم يلتفت إليه ومشعان واقف يحث الرجل على التمسك بها والا يرخص بيعها على زيد فكان يريد بذلك التنكيل لزيد وان لايعود لمثلها فما قنع الرجل ببيعها حتى بلغ من يسومها مائة ريال واستلم منه المائة بدل من ريال واحد ..

واذا تمعنا موقف الشيخ مشعان بن هذال هنا نجد الكرم والاصالة والشهامة والوفاء في إستيفائه لحق الناس مهما كان بسيطا وتافها ، وأنه يرخص الغالي ليوفي الناس حقوقها ويدفع عن حقهم ولو منعهم من حقهم أقرب الناس إليه وهذا ما إستنتجناه في هذه القصة التي ذكرها العبيّد ، وقبلها قصة مهنا العناقي شاعر إبن عريعر سالفة الذكر عندما ترك له مشعان صرة مليئة بالنقود ، وغيرها الكثير مما يتفرد به مشعان بن مغيلث الهذال من صفات قل أن توجد في غيره من المشائخ ..



,
,
,




كذلك من ضمن الاحداث التي مرت بالشيخ مشعان بن هذال وذلك ان الشيخ مشعان بن هذال تزوج رفعة بنت حباب بن قحيصان بن حنايا البرازي في من شيوخ البرزان من مطير وذلك قبل مناخ الرضيمة سنة 1238هـ ....وهذا كلام منديل الفهيد فقد ذكر مانصه : وقد حتم عليهم أن يجوزوه رفعة بنت حباب فزوجوه وبقوا في جواره..انتهى كلام الفهيد...


كما ان مشعان بن هذال هو اللي رمى أبو رفعة ، حباب بن قحيصان بن حنايا البرازي المطيري يوم مناخ الرضيمه سنه 1238هـ ... ويقول حباب بن قحيصان بن حنايا البرازي المطيري من بيت شعر يوم مناخ الرضيمة قبل مقتله عندما أصيب :


أشوفها تاخذ علينا شهرهــــــــا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ غدت بابو رفعة على حول مشعان



والذي قطع رأس حباب بن قحيصان شيخ البرزان هوأحد فرسان قبيلة الصقور من عنزة ...والمفروض البرزان ياخذون الثار من الاثنين الصقري ومشعان بن هذال ... لكنهم تصالحوا لانه ناسبهم ، وجاوروا مشعان وعندما كان الصقري اللذي قتل حباب بن قحيصان البرازي المطيري عند مشعان يتعشى وكان عبدالله بن قحيصان أخو حباب يتربص بالصقري حتى خرج من عند مشعان فقتل عبدالله البرازي هذا الصقري بثأر حباب فأمسك الشيخ مشعان بن هذال بعبدالله بن قحيصان وربطه لانه قتل ضيفه وهو في حماه وكان مشعان في حيرة هل يقتله أم ماذا يفعل به ، مع علمه أنه طالب ثأر ، فترجل عبدالله بن قحيصان البرازي المطيري بأبيات من الشعر يسندها على الشيخ مشعان بن هذال يقول :


يا شيخ ما أنلام أنا في ذبحتي له
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ لو أن ما مثلي لمثلك تجـــــــــــرى
اصبر بها يانافل كل جيلـــــــــــــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ يا اللي على فود النفايل مضــــرى
ياما قضن ايماننا من غليلــــــــــــه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ وياما تركنا قالة ما تطـــــــــــرى



وهذا اللي يقصده عبدالله بن قحيصان عم رفعه ... يوم قال لمشعان ...بالشطر الثاني بالبيت الاخير: وياما تركنا قالة ٍ ماتطرى ..! فقال له مشعان وش القاله ؟
قال حباب عندك وزوجناك بنته .. يعني أنك أنت اللي رميت حباب وكنت سبب في قتله ورغم ذلك زوجناك بنته. فعفى مشعان عنه وأكرمه ..

,
,
,



،،، يتبع

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:32 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.0, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Design And Develop By DevelopWay

تصميم : طريق التطوير
لحلول الإنترنت والتصميم DevelopWay.com