.
.
قصيدة لـ دُريْد بن الصمّه ..
يَا هِنْدُ لا تُنكرِي شَيْبِي ولا كِبَرِي=فهِمّتي مِثْلُ حَد الصارِمِ الذّكَرِ
.
وَليِ جَنَانٌ شديدٌ لو لَقِيتُ بِهِ=حَوَادِثَ الدهْرِ .. مَا جَارَتْ عَلَى بَشَرِ
.
فَمَا تَوَهّمْتُ أني خُضْتُ مَعرَكَةً=إِلا تَرَكْتُ الدمَا تَنْهَالُ كالمَطَرِ
.
كَمْ قَدْ عَرَكْتُ معَ الأَيامِ نائِبَةً=حَتى عَرَفْتُ القَضَا الجَارِي مَعَ القدَرِ
.
عُمْرِي مَعَ الدهْرِ مَوْصُولٌ بِآخِرِه=وَإِنما فَضْلُهُ بِالشمسِ والقمَرِ
.
وَيْلٌ لِكِسْرَى إِذَا جَالَتْ فَوَارِسُنَا=فِي أرضِهِ بالقَنا الخَطّيةِ السمُرِ
.
أَوْلاَدُ فَارِسَ مَا لِلْعَهْدِ عِندَهُمُ=حِفْظ ولا فيهِمُ فَخرٌ لِمُفْتَخِرِ
.
يَمْشُونَ فِي حُلَلِ الديباجِ ناعِمَةً=مَشْيَ البَنَاتِ إِذَا مَا قُمْنَ فِي السحَرِ
.
وَيَوْمَ طَعْنِ القَنَا الخَطّي تَحْسَبُهُمْ=عاناتِ وحْشٍ دَهَاهَا صَوْتُ مُنْدَعَرِ
.
غَداً يَرَوْنَ رِجَالاً مِنْ فَوَارِسِنَا=إِنْ قَاتَلُوا المَوْتَ مَا كَانُوا على حَذَرِ
.
خُلِقْتُ لِلْحَرْبِ أُحْمِيها إِذَا بَرَدَتْ=وَأجْتَنِي من جَنَاهَا يَانِعَ الثمَرِ
.
يَا آلَ عَدنَانَ سِيرُوا وَاطلُبُوا رَجُلاً=مِثالُهُ مثلُ صوتِ العَارِضِ المَطِرِ
.
المَوْتُ حُلْوٌ لِمَا لاَقَتْ شَمَائِلُهُمْ=وعندَ غَيرِهِمُ كَالحَنْظَلِ الكَدِرِ
.
وَالناسُ صِنْفَان .. هَذَا قَلْبُهُ خَزَفٌ=عندَ اللقاءِ .. وهذا قُدّ من حَجَرِ
.